التخطي إلى المحتوى

كتبت/دينا سليمان لاشين.

نظرا لإصرار الشعب المصري والإرادة الحديدية التي يتمتع بها ورفضه التام للظلم والاستبداد، ورغبته في العيش بحرية فقد شهدت مصر ثورة عظيمة، خرج خلالها الشعب المصري بكل فئاته وطوائفه، للقضاء علي الظلم ومحاربة الفساد والمفسدين من خلال «ثورة 30 يونيو 2013»التي اشتعلت في كل محافظات مصر،حيث تعد نموذجاً فريداً للثورات الشعبية، كونها تعد العلامة الفارقة في تاريخنا الوطني، فقد كانت شرارة الإنطلاق و السبب في خروج مصر من نفق الظلام الدامس خلال فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين، وإستعادة روح السلام.

والتي نظمتها أحزاب وحركات معارضة للرئيس السابق محمد مرسي، الذي امضي عاما واحدا في الحكم، ارتكب خلاله أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينه وبين الشعب نظرا لسياساته التي قضتت علي الأمن والاستقرار الداخلي.

ثورة السلام:

فهذه الثورة في حقيقة الأمر هي ثورة عظيمة، أنقذت مصر من الوقوع في أيدي المفسدين، فكانت مصر قبل اندلاعها علي شفا فوضي وانهيار وحرب أهلية، تكاد تنزل بمصر وشعبها الي الهاوية فهي ثورة الخلاص من الفكر الإخواني المتطرف، من خلال اصراره على الهيمنة الأحادية وأخونة كافة مؤسسات الدولة المصرية، حيث تصدي شعب مصر العظيم لجموح رئيس ظالم وجماعته المستبدة التي سلبت ارادته.

فمثلت لحظة تاريخية فارقة فى حياة كل المصريين لانها أنقذت الوطن العربي والشعب العظيم من مستقبل مظلم ومن أطماع الطامعين من قوى الشر فى العالم، فإنها تمثل فى ذات الوقت العبور الثانى الى النصر والبناء والسلام والاستقرار.

كما مثلت إرادة الشباب المصري الذي انتفض دفاعاَ عن مكتسباته الديمقراطية.

فخرج جموع الشعب من كل أنحاء الجمهورية من الإسكندرية حتي اسوان، مطالبين بضرورة إنهاء حكم الإخوان، وإجراء انتخابات رئاسية، وبرلمانية، جديدة، لإنقاذ الدولة المصرية من الانهيار، وإنقاذ المنطقة العربية، كلها، من مخاطر التفتيت، والدمار الكامل.

اسباب إصرار الشعب المصري للتخلص من النظام الكائن:

اتخذ الرئيس السابق العديد من السياسات وأصدر أوامر وقرارات ليست في مصلحة الشعب بل تصب في مصلحته الشخصيه وذويه ،بدات هذه السياساتٔ «بصياغة الدستور بشكل يفتقر للتوافق الوطني، نتيجة إستحواذ أعضاء حزب الحرية والعدالة على لجنة صياغة الدستور، والذي أدى بدوره إلى إنسحاب ممثلي الكنائس وبعض التيارات الليبرالية من اللجنة.

كما تم التعدي على السلطة القضائية بالدولة وعدم إحترامها، و إستبعاد النائب العام، هذا بالإضافة الى إصدار عفو رئاسي عن أعداد كبيرة من الإرهابيين و الجهاديين المسجونين في قضايا تمس الأمن القومي، ولم تقف جماعة الإخوان عند هذا الحد، ولكن سعت نحو تغيير هوية مصر الثقافية، فمنعت عروض الباليه بالأوبرا، و حولت قصور الثقافة إلي منابر إخوانية، كما إنها زرعت أتباعها داخل المؤسسات الصحفية والإعلامية.

أما على «الصعيد السياسي الخارجي» فقد تأثرت علاقة مصر بمعظم دول العالم العربي، إضافة إلى أزمة سد النهضة التي تم بث الإجتماع الخاص بها على الهواء مباشرة وهو مايعد خطأ فادح جسيم كونها مسألة أمن قومي.

وحدثت «ازمة إقتصادية» كبيرة في توفر السلع الغذائية، و نقص البنزين، وأنابيب البوتاجاز، و الكهرباء، و إنتشرت الفتنة والفرقة والكره داخلياً بين أبناء الوطن، مما دفع جموع الشعب المصري للخروج عن صمته و التعبير عن غضبه الشديد، وإعلانه عن رغبته الجامحة نحو تغيير مجري التاريخ، و التخلص من حكم الإخوان المسلمين.

وبناء علي إصرار واردة الشعب وتحمله الصعاب في سبيل تحقيق أهدافه،فأعلن وزير الدفاع وقتها الفريق أول «عبد الفتاح السيسي» ، انهاء حكم محمد مرسي، وتسليم السلطة للمحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور، الذي رقى السيسي إلى المشير بعد ثمانية أشهر من منصبه.