التخطي إلى المحتوى

كتبت/دينا سليمان لاشين.

يحتفل المصريون بالذكرى ال 48 لنصر حرب اكتوبر المجيدة، الحرب التي تمكن فيها الجنود الابطال والقوات المسلحة من تحقيق نجاحا مشهودا علي قوات الاحتلال الغاشم، بسبب روح الصمود والتحدي، التي اتخذوها لتحقيق النصر في  حرب وصفها المؤرخون بأنها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، لقدرتها فى قلب موازين القوى وإبهار العالم بعد أن أجمع العسكريون علي استحالة النصر والعبور.

تلك الحرب التي تعد حدثا فريدا، بل ونقطة تحول في مسار الصراع العربى الإسرائيلى وكان من أبرز سمات حرب أكتوبر هو ظهور كفاءة المقاتل العربي، ومدى ارتفاع مستوى نوعيته وقدرته على استيعاب واستخدام الأسلحة الحديثة والمعقدة بما فيها الأسلحة الإلكترونية.

أحد جولات الصراع العربي الإسرائيلي

فحرب أكتوبر هي إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على جبهتين في وقت واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل في حرب 1967، حيث قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967م.

المخابرات المصرية والسورية وأسلوب الخداع

كانت الخطة ترمي الاعتماد على المخابرات العامة المصرية، والمخابرات السورية في التخطيط للحرب وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وهذا ما حدث، حيث كانت المفاجأة صاعقة للإسرائليين.

التخطيط الاستراتيجي لشن الحرب

فشنت كلا من مصر وسوريا هجوما متزامنا على إسرائيل في الساعة الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر الذي يوافق عيد الغفران اليهودي، حيث هاجمت القوات السورية تحصينات وقواعد القوات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان، بينما هاجمت القوات المصرية تحصينات إسرائيل بطول قناة السويس وفي عمق شبه جزيرة سيناء.

وقد نجحت مصر في اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة، بينما دمرت القوات السورية التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان، وحقق الجيش السوري تقدمًا كبيرًا في الأيام الأولى للقتال واحتل قمة جبل الشيخ مما أربك الجيش الإسرائيلي، كما قامت القوات المصرية بمنع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، في سيناء المصرية والجولان السوري، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر، وجزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سورية، وظلت المناوشات قائمة الي أن تمكنت القوات المصرية من تحقيق النصر وعبور قناة السويس وتدمير خط  “بارليف”، لتكون تلك الحرب بمثابة طامة كبرى لقادة تل أبيب لدرجة أن جولدا مائير لوحت باللجوء إلى السلاح النووى لإنقاذ جيشها، وفى نفس الوقت سارعت أمريكا بمد جسر تسليح جوى عسكرى مباشر لمساعدة إسرائيل وإنقاذها.

نموذج العزة والفخر

وستبقى حرب أكتوبر المجيدة واحدة من الذكريات المضيئة والخالدة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، وفى ذاكرة كل مصرى وعربى كنموذج للفخر والعزة والكرامة.