التخطي إلى المحتوى

 

شهدت أسعار الذهب ارتفاعات كبيرة على مدار هذا العام بسبب المخاوف المتزايدة من الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين والتوترات في أوروبا خاصة أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهذا ألقي بظلاله على النمو الاقتصادي العالمي ليدخله في المرحلة المبدئية للركود.

لقد استطاعت أسعار تداول الذهب أن تحقق مكاسب تجاوزت 15% تقريبًا منذ بداية هذا العام حتي الآن، حيث أن الأزمات سواء أكانت اقتصادية أو سياسية التي لا يزال يواجهها العالم سنحت الفرصة للذهب بالصعود، وقفزت أسعاره في شهر أغسطس لأعلى مستوياته في 6 سنوات ليصل فوق مستوى الدعم النفسي البالغ 1500 دولار للأونصة، حيث يبحث المستثمرون عن ملاذ آمن في الأصول منخفضة المخاطر.

يعتبر الذهب أحد أصول الملاذ الآمن ويكون جذابًا بالنسبة للمستثمرين في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي أو السياسي.

أربعة عوامل دفعت أسعار الذهب للارتفاع:

1 .خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة

قام البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة ثلاث مرات متتالية خلال عام 2019، بهدف مواجهة الاقتصاد الأمريكي لمخاطر الركود العالمي، وتعمل خفض أسعار الفائدة على تقليل تكلفة الفرصة البديلة، مما يجعل الذهب أرخص بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.

كما ساعد خفض أسعار الفائدة الأمريكية على تراجع سعر الدولار الأمريكي أمام أغلب العملات، الأمر الذي كان سببًا إضافيًا لدعم أسعار الذهب.

وتأثرت أسعار الذهب بشكل قوي عقب تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لآجل عشر سنوات إلى أقل من 2% للمرة الأولي منذ نوفمبر 2016.

2 .زيادة شراء الذهب من قبل البنوك المركزية العالمية

في شهر أغسطس الماضي أظهر تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي قيام بعض البنوك المركزية في آسيا بما في ذلك الصين والهند وكازاخستان وروسيا وبولندا والمجر بشراء كميات من الذهب لدعم احتياطيها، مما كان له أثر على الأسعار.

3 .توترات الحرب التجارية

خلال هذا العام زادت نغمة التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع المستثمرين نحو الذهب خاصة وأن التوقعات الاقتصادية أشارت إلى ضعف النمو العالمي مع استمرار التصعيد.

4 .البيانات الاقتصادية الضعيفة

نتيجة للآثار السلبية للحرب التجارية بين أكبر دول العالم اقتصاديًا توالت البيانات الاقتصادية الضعيفة من الولايات المتحدة والصين، وكذلك منطقة اليورو التي كانت تعاني من بعض الأزمات على فترات متقطعة، بالإضافة إلى أزمة البريكسيت، مما رفع من جاذبية المعدن الأصفر.

توقعات جولدمان ساكس بارتفاع أسعار الذهب

ذكر بنك جولدمان ساكس أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار الذهب بنسبة 9% لتصل إلى 1600 دولار للأونصة بنهاية شهر آذار/ مارس المقبل، حيث لا يزال محللي البنك متفائلين بشأن الذهب في 2020، وذلك بالنظر إلى نظرة المستثمرين للذهب بأنه أصل آمن.

أرجع البنك توقعاته بالنسبة للذهب إلى:

1 .عدم اليقين السياسي: بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وغيرها من النزاعات التجارية، والانتخابات الأمريكية في العام المقبل، والاحتجاجات في هونج كونج وغيرها.

2 .مخاوف الركود: تزداد المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي، خاصة وأن معدل البطالة تراجع في الولايات المتحدة في الشهر الماضي.

3 .معدلات الفائدة المنخفضة: قد يستمر البنوك المركزية في توسيع سياسته النقدية والمزيد من خفض أسعار الفائدة حتي الوصول إلى المنطقة السلبية، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية.

4 .من المحتمل أن تستمر البنوك المركزية في شرائها للذهب، وبلغ اجمالي ما تم شرائه هذا العام نحو 750 طن، ويمكن شراء نحو 650 طن أخرى في العام المقبل.

5 .من المرجح أن تنخفض أسواق الأسهم العالمية خلال العام المقبل بسبب عدم اليقين السياسي وضعف ثقة المستهلك، ويمكن أن يستفيد الذهب من ذلك