كتبت : سالى عبده
سكان الكرة الأرضية على موعد مع تساوي الليل والنهار في كل المناطق على سطح الأرض،
وهو موعد بداية الاعتدالين الخريفي في النصف الشمالي، والربيعي في النصف الجنوبي للأرض،
وخلال ساعات تتعامد أشعة الشمس على خط الاستواء، وتكون في هذا اليوم منطبقة تماما عليه قادمة من نصفها الشمالي الذي يضم أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية والقطب الشمالي نحو النصف الجنوبي من الأرض الذي يضم أستراليا ونصف أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعضا من شبه القارة الهندية.
وتتساوى عدد ساعات الليل والنهار، ما يطلق عليه الاعتدالان الخريفي والربيعي، وتتعادل فيهما ساعات الليل والنهار من ناحية، كما يتعادل فيهما سقوط أشعة الشمس على نصفى الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي من ناحية أخرى، أى أنه في حين يكون الخريف شمالا يكون هناك ربيع في نصف الكرة الجنوبي والعكس صحيح.
والاعتدال بشكل عام هو الزمن الذي يتساوى فيه طول الليل والنهار في شتى أنحاء العالم، ويصادف الاعتدال الربيعي والخريفي يومين في العام عندما تكون الشمس عمودية فوق خط الاستواء بشكل مباشر، ويحدث هذا نتيجة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، كما يسبب دوران الكرة الأرضية حول الشمس في حدوث الفصول الأربعة، مسببة فصل الخريف.
وسيسجل فصل الخريف أطول فصول هذا العام، حيث سيستمر ٩٣ يوما و١٦ ساعة و٤٧ دقيقة إلى وقت حدوث الانقلاب الشتوى حول يوم 21 ديسمبر القادم، ويرجع السبب في حدوث الاعتدالين الخريفى والربيعى لميل محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23.5 درجة، ودورانها المتواصل حول الشمس، فعندما يكون محور دوران الأرض في وضعية لا مائلا بعيدا عن الشمس، ولا مائلا باتجاهها يحدث الاعتدال.
وتشرق الشمس يوم الاعتدال الخريفى، من نقطة الشرق تماما، وتغرب في نقطة الغرب تماما، ويكون طول الليل والنهار متساويين تقريبا في كامل أنحاء العالم، ولكن هذا التساوى لن يستمر طويلا نظرا لحركة الأرض الدائمة حول الشمس، فبعد حدوث الاعتدال الخريفى ستستمر الشمس ظاهريا في الانتقال نحو الجنوب وكذلك الطيور المهاجرة، ويبدأ محيط القطب الشمالى في التجمد في حين يبدأ الجليد في القطب الجنوبى في الذوبان، وتبدأ عجلة الفصول في التغير.
وبحلول شهر أكتوبر المقبل يتغير هذا الوضع بشكل دراماتيكى، حيث ستشرق الشمس بشكل ملحوظ من الأفق الجنوبى الشرقى، وتغرب في الأفق الجنوبى الغربى، وهذا يعنى ساعات نهار أقصر، وساعات ليل أطول في النصف الشمالى للكرة الأرضية.