التخطي إلى المحتوى


كتبت : سالى عبده

في معتقدات كتير خاطئة عند المصريين منها إن رش الشوارع بالمياه أمام المحلات أو المنازل في فترة النهار ممكن يخفض درجة حرارة المكان،
خصوصًا كل ما كانت الأجواء حارة جدًا في اعتقاد بعض منهم أنها بتقوم بدور تهدئة الجو من الحرارة.. لكن للأسف فهي تعمل على عكس ذلك، كمية المياة التي تُرَش أمام المحلات أو المنازل لا تقل دورها عن دور المحيطات والبحيرات في إشباع الجو بالرطوبة.. خصوصًا عندما تكون الحرارة مرتفعة فتكون بالطبع درجة حرارة الأرض مرتفعة .
وعند رش المياه وأثناء سطوع الشمس تزيد نسبة تبخر المياة المرشوشة بشكل أسرع، لأنها تنحصر ما بين ارتفاع حرارة الأرض وأشعة الشمس المباشرة وحرارة الجو.. كل هذه العوامل تساعد على ارتفاع حرارة المنطقة المرشوشة بالمياه بزيادة نحو 5 درجات، أي على سبيل المثال عندما تكون حرارة الجو 40 درجة فتكون حرارة المنطقة المرشوشة بالمياة 45 درجة.

آثار ارتفاع الرطوبة لا تتمثل في ارتفاع الحرارة فقط فهي على الجانب الآخر تتسبب في تعرق جسم الإنسان لكنه لا يتبخر، هناك بعض الأمثلة البسيطة لتكشف آثار الرطوبة على جسم الإنسان زي الاستحمام في فصل الصيف.. «لو حاولت تجرب تاخد حمام في النهار حتى وإن كان بمياه باردة وسط حمام مغلق تمامًا مع حرارة جو مرتفعة في الخارج فمع الانتهاء وفي حال استمرار وجودك داخل الحمام لمدة زادت على دقيقة تقريبًا، هتلاقي جسمك بدأ يصب عرق من الوجه وده نتيجة كمية الرطوبة اللي اتخزنت داخل الحمام أثناء فترة الاستحمام،
وفي حال تجربة دخول شخص تاني بعد الاستحمام هيلاقي الحمام سخن ومليء بالصهد رغم كون المياه المستخدمة في الاستحمام باردة،
هو هو المثال نفسه عندما يقوم شخص بغسل فروة رأسه بالماء .. هيلاحظ نفسه بدأ يتنفس بسرعة رغم أن المياه لا تسد منافذ الاستنشاق زي الأنف أو الفم».. لكن السبب هنا أن كمية الرطوبة الناتجة من المياه تم استنشاقها بشكل مباشر، وهو ما يؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي لعدم قبوله استنشاق ذرات الرطوبة،ولعدم قدرة الإنسان تحمل استنشاق الهواء الناتج تحت المياه فيسحب رأسه سريعًا من تحت صب المياه على الرأس..
لذلك دائمًا منصات الأرصاد لا تتجاهل في نشر نسبة الرطوبة، لأنها بالفعل شديدة التأثير على الأشخاص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والقلب، وقد تؤدي، نادرًا، إلى حدوث الوفاة، ومن وقت لآخر ربما نسمع أخبارًا عن وفاة أشخاص اثناء الاستحمام، نتيجة استنشاق كمية بخار مياه لا يتحملها الجهاز التنفسي عند الشخص فأدت إلى الاختناق وفشل عميلة التنفس.