التخطي إلى المحتوى

تعلو أصوات وتنعق أبواق تطالب بردةٍ عن أي حديث أو جديد، لا لشيء إلا لأنه على غير الهوى والمراد. هذا ما يحدث من البعض الذين يطالبون بإلغاء الأكاديمية المهنية للمعلمين، والتي أنشئت بقرار جمهوري، لمصلحة المعلم، والارتقاء بمستواه، وجعله يتلقى كل جديد من شأنه النهوض بفاعليته وقدرته على تحسين مستوى أبنائنا التلاميذ والطلاب.
إلا أن المتفحص لتلك الأصوات، لا يجدها سوى لأشخاص تضرروا من فسادهم وإفسادهم، وتكلس أفكارهم، وعدم قدرتهم على العطاء للصالح العام، وهو ما أدى لتنحيتهم جانباً، وإبعادهم عن العمل بالأكاديمية، ليس بغضاً فيهم كأشخاص، ولكن لعدم جدوى وجودهم في كيان أنشئ للنهوض بالمكون الأساسي في المنظومة التعليمية ألا وهو المعلم.
وإن افترضنا أن هناك قصور في تنفيذ بعض البرامج، أو خلل في إيصال مبتغى الأكاديمية، فليس عيباً أن يتم تنقيح العمل وتطهير الصف وتعديل السلبيات، لا أن نهدم كيان دون الوضع في الاعتبار الهدف الأسمى الذي قام لتحقيقه.
وإن هذا التنقيح والتطهير والتعديل، هو ما تقوم به قيادة الأكاديمية حالياً، بأن تضع نصب الأعين تجاوزات عهد مضى وتزيلها، وتوقف نزيف إهدار المال العام المتمثل في إدخال عشرات من غير المتخصصين لهيئة الأكاديمية، وإعادة هيكلة قوة الأكاديمية وشاغلي وظائفها.
تعالوا بنا نوضح لماذا أنشئت الأكاديمية ..
لقد أنشئت الأكاديمية بهدف التنمية المهنية لأعضاء هيئة التعليم الخاضعين لأحكام قانون التعليم وقانون إعادة تنظيم الأزهر الشريف والهيئات التي يشملها، والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم بصورة مستمرة بما يؤدي إلى رفع مستوى العملية التعليمية، وذلك من خلال آليات حددها القرار الجمهوري، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، وضع الخطط والسياسات ومعايير الجودة للبرامج التدريبية، واعداد تلك البرامج، واقتراح سياسات ونظم تقويم الأداء المهني، ودعم البحوث والدراسات في المجالات التربوية، ومتابعة التقدم العلمي والمهني على المستوى الدولي، وتوفير الاستشارات الفنية لوزارة التربية والتعليم والأزهر الشريف، والتعاون مع كليات التربية والمراكز البحثية وغيرها من الآليات التي تخدم الهدف الرئيسي وهو الارتقاء بمستوى أعضاء الهيئات التعليمية بجمهورية مصر العربية.
إذاً .. لماذا تعلو بعض الأصوات تطالب التخلص من هذا الكيان القائم لصالح المعلمين؟
الإجابة بكل بساطة تكمن في المصالح الشخصية التي يتضرر أصحابها من إقصائهم عن هذا الكيان، لا لشيء سوى أنهم غير فاعلين ولم يقدموا ما يؤكد جديتهم في الانخراط في هذه المنظومة، من تطور مع متطلبات العصر، وتحديث لأنفسهم، وتعاون مع قياداتهم أياً كانت تلك القيادات بعيداً عن اسم صاحب المنصب.
إن السر الحقيقي هو “لماذا نستمتع بتخلفنا؟” ونرفض التطور ونريدها فوضى، يدخل من يشاءون للأكاديمية دون فاعلية منهم ودون حاجة المنظومة، ويصرخ من يتم استبعادهم لعدم جدوى وجودهم داخل المنظومة؟! أليس من الأجدى والأجدر بنا أن نضع مصرنا أمام أعيننا؟ ألا ينبغي علينا أن نتجرد من أهوائنا، ونقدم الصالح العام على مصالحنا الشخصية؟
إن من يقبل أن يكون جندياً في صفوف تطوير مصر تحت قيادتنا الحكيمة المتمثلة في السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، لابد أن يكون على أتم الاستعداد لأن يعمل دون النظر لما يحصد في جيبه، ويتطلع للحصاد الأسمى والأدوم، وهو نهضة مصرنا ووصولها لما تستحق من مكانة بين مصاف الأمم، ولا يتردد في قبول أي دور في أي مكان، ولا تململ من تحريكه طالما كان ذلك في صالح هذا الوطن الحبيب.
عاشت مصر وعاش إباء شعبها وجهادهم لرفعة وطنهم.