التخطي إلى المحتوى

كتب: تامر دويدار

[ads2]

يبعد مركز تلا التابع لمحافظة المنوفية عن سيناء البؤرة الملتهبة بالإرهاب، أكثر من ثلاثمائة كيلو متر مربع، ورغم ذلك قد يتصور كثيرون أن تل الملوك أو تلا التي يمتد تاريخها إلى عهد الفراعنة، والبالغ مساحتها (مدينة وقري) 186.992 كيلو متر مربع، منطقة هادئة ينعم سكانها الذي تعدي 388707 نسمة، بالأمن والسلام.

والحقيقة أن هذه البلدة الريفية البسيطة قد شاركت ربوع مصر معاناتها، حين حصد عدد كبير من أرواح أبنائها استشهدوا دفاعا عن أرض سيناء الطاهرة وغيرها من أرض الوطن الغالي، كان آخرهم في شهر يوليو الماضي، الشهيد عريف تامر محمد عبد المجيد الديب، ابن قرية قشطوخ، والشهيد الملازم أول أحمد عادل إسماعيل عمر، ابن قرية صفط جدام.

لتتضاعف المعاناة عن أي موقع آخر، بانتشار ظاهرة البلطجة المقيتة وجميع وسائلها البغيضة في شوارعها وحواريها الضيقة، بدءا بتجارة المخدرات العلنية ومدمنيها فاقدي العقل والأخلاق والاحترام، مرورا بالتفاخر الفج بحمل الأسلحة المتنوعة كالمطاوي والسنج والخرطوش وربما الآلي والقنبلة، وانتهاء بالخطف والسرقة بالإكراه ودونه، وسفك الدم وقتل الأبرياء، والتحرش بالنساء، وإن شئت فزد تجارة الأعضاء.

[ads2]

تكاد تلا لا يمر يوم عليها دون الاطلاع على خبر ضبط تاجر مخدرات، أو حائز لسلاح، أو لص خطف حقيبة إحدى السيدات، أو سطي على منزل أو محل أو صيدلية، أو على عصابة تسرق المركبات، أو تاجر أو صاحب مخبز لم يراعيا حق المواطن في سلعة آدمية.

ورغم أن للشرطة دور في التصدي لهذه الظاهرة بقيامها ما سبق، إلا أن البعض يري أنها لم تستخدم حتى الآن حقها بل قل واجبها الكامل في المواجهة الحازمة، للحد الذي يمكن لأي طفل أن يدلك على أماكن بيع الممنوعات في المقابر العمومية وبعض شبابيك المنازل المعروف عنوانها والتي يعرض أصحابها السلعة المحرمة بلا وازع من شرع أو قانون.

[ads1]

الكثير من البلطجية في تلا لهم سوابق إجرامية، وبينهم المطلوب ضبطه وإحضاره من قبل النيابة العامة، لارتكابهم جنايات شروع في قتل وسرقات وغيرهما من جرائم تمس أمن واستقرار المجتمع التلاوي، لتفاجأ بهم يصولون ويجولون متفاخرين أمام ضحاياهم، وكأن الحياة غابة، يمكن للقوي فيها افتراس الضعيف، أو أن يصل الحال لأن يأخذ المجني عليه حقه بذراعه.

وحتى نكون منصفين وألا نتحامل على جهاز الشرطة بزيادة، فإن من أعظم الأسباب لانتشار ظاهرة البلطجة في الشارع التلاوي هي بالتأكيد سوء التربية، أو بعض وسائل الإعلام غير المراقبة، ثم الحالة الاقتصادية الصعبة لدي الشباب.

[ads1]

أغلب مواطني مركز تلا إناس طيبون، وحسب المفهوم العامي “ناس في حالها”، يكافحون من أجل لقمة العيش، والتي من أجلها يمكن أن يتحملوا كل الصعاب، إلا أن البلطجة فعليا أرّقتهم، فأصبحوا في حالة خوف دائمة على بناتهم وأطفالهم وشبابهم ومنازلهم وأموالهم، خاصة عندما تفجعهم المرة تلو الأخرى مصيبة فقد أحد شباب البلدة المخلصين، أو رجالها الطيبين علي يد بلطجي غادر لم يرقب فيهم أهلا ولا حرمة دون عقاب رادع.

والأمثلة على سفك الدم المتزايد، وإزهاق أرواح بريئة، نتيجة البلطجة داخل مركز تلا كثيرة علي مر السنوات الماضية، إلا أننا سنذكر أشهرها، والذي حصل فقط هذه السنة 2017 لندرك معها حجم المأساة:

يوم 23 أغسطس 2017 وأول شهر الله الحرام ذي الحجة، لقي الشاب الخلوق ابراهيم عمارة، 40 سنة عامل بجراج بمدينة تلا، مصرعه متأثرا برش خرطوش بصدره، أطلقه بلطجي يدعي “م.م.م.أ” 28 سنة، بسبب ما وصفه البعض بشهامة المجني عليه حين تدخل محاولا تهدئة كل من “م.ع.ع.ن” 25 سنة مؤهل متوسط، و”هـ.ع.ع.ن” 24 سنة مؤهل متوسط، عقب معاكسة القاتل لشقيقتهما، ما تسبب في إصابته ومصرعه في الحال، وتيتم أطفاله، وتمكنت وحدة مباحث المركز من ضبط أحد المتهمين، وبإرشاده تم ضبط السلاح المستخدم في الواقعة، عبارة عن “فرد خرطوش عيار 12″، وتم التحفظ عليهما، وتحرير المحضر رقم 14462 جنح مركز تلا لسنة 2017 م.

[ads1]

ويوم 3 أغسطس 2017 لقي الشاب المحبوب كريم علوان، بمدينة تلا، مصرعه، مصاباً بجرح طعني نافذ بالصدر من الجهة اليسرى بمطواة، سببه له البلطجي “ا. ع. ا” 50 سنة، يقيم بذات الناحية، بسبب تدخل المجني عليه، لمنع نجل القاتل من مغازلة زوجة شقيقه، حيث تمكنت وحدة مباحث تلا برئاسة الرائد أحمد الصياد من ضبط المتهم والسلاح المستخدم، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 13440 جنح مركز تلا لسنة 2017م.

ويوم 3 يوليو 2017 لقي طبيب الغلابة المحبوب ألبرت فكري تواضروس، 70 سنة، مصرعه داخل عيادته للمسالك البولية بمدينة تلا، علي يد عاطلين من بينهما البلطجي “سعيد. م. ا” 43 عاما، مسجل خطر وسبق اتهامه في قضية قتل جدته لسرقة مبلغ 40 جنيها منها، وحكم عليه حينها بـ10 سنوات بالاشتراك مع آخر هو البلطجي “أيمن.غ” وقد تجردا من مشاعر الإنسانية، حين قاما بقتل الطبيب المسن ذبحا بغرض سرقة أمواله، ولولا كاميرات المراقبة لكانت ملابسات القضية غامضة حتى الآن، وقد أكد المتهمين حسب محضر النيابة العامة بمركز تلا ” تابعنا مراقبة العيادة حتى انصرف جميع المرضى وتمكنا من الدخول واحتجازه داخلها وعندما حاول الصراخ قمنا بذبحه، إلا أننا لم نعثر على شيء معه من أموال فقمنا بسرقة مفتاح شقته بالطابق الأرضي لسرقته، وحال قيامنا بفتح باب الشقة انكسر المفتاح داخل الكالون وعلى الفور فررنا هاربين،

أيضا عثر أهالي مدينة تلا أواخر شهر أبريل 2017، على جثة الشابة “فايزة ع م” 20 سنة، بحديقة موالح في حالة تعفن، وتقيم بمركز طنطا، وأن سبب الوفاة إسفكسيا الخنق، وتبين أن وراء ارتكاب الجريمة، البلطجي “الشناوي. ب. ع” 35 سنة، يقيم بتلا، وذلك لوجود علاقة غير شرعية بينهما، وقد أقر حسب محضر التحقيقات باصطحابها إلى حديقة موالح، وقتلها خنقا، ثم فر هاربا.

كما شهدت قرية طوخ دلكة، يوم 23 مارس 2017 جريمة قتل وصفها الأهالي بالبشعة، حين قام مجموعة من البلطجية بتوجيه عدة طعنات بأسلحة بيضاء لرجل أعزل، يدعي جمال. ا، وشهرته أبو هشام، بعد ضربه بالشوم.