التخطي إلى المحتوى


كتبت : سالى عبده

التاسع من شهر ذي الحجة … هو يوم عرفة
و عرفة هو اسم جبلٍ يقع شرقيّ مكة المكرمة  على بعد حوالي عشرين كيلو متراً منها،  ويقام عليه أحد أركان الحج وهو الوقوف عليه وبدونه لا يصحّ الحج .. حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم ان الحج عرفة وفي ذلك دليل علي أهمية وعظم يوم عرفه عند الله عز وجل .
وهو أفضل يوم في السنة كلها .. وفى هذا اليوم المبارك يسن لغير الحاج صومه .. وهو يوم عظيم القدر عند المسلمين ففي ذلك اليوم يجتمع الحجيج في أرض عرفات وتلهج ألسنتهم بذكر الله و الإستغفار والدعاء .
وسمي جبل عرفات بهذا الاسم لان الناس يتعارفون فيما بينهم علي جبل عرفات ..  وقيل ان جبريل عليه السلام نزل لابراهيم عليه السلام فوق جبل عرفات وكلما علمه شئ قال له عرفت فيرد ابراهيم عليه السلام عرفت .. حيث تعرف ابراهيم علية السلام علي خالقه جل في علاه .
وقد خُصَّ ذلك اليوم بالكثير من الفضائل حتى زاد فضله عن سائر الأيام في السنة مهما بلغت تلك الأيام من الفضل والبركة .. وهو أفضل يوم طلعت عليه الشمس، وهو اليوم الذي يباهي الله فيه ملائكته بعباده الحجاج الذين جاءوا إليه شُعثاً غُبراً .. فحق لهذا اليوم أن يكون له شرفه، و يشرع للجميع الإكثار من التكبير والذكر في هذا اليوم وفي يوم العيد و أيام التشريق، فهي أيام ذكر وشكر .
وفى هذا اليوم يجتمع المسلمون من كافه بقاع الارض وبكل لغات العالم يهتفون بهتاف واحد لبيك اللهم لبيك .. هتاف تقشعر منه الابدان لكثرة الخشوع .. وفي ذلك تعبير عن يوم العرض الاكبر يوم القيامة حيث يتجمع الناس بمختلف ألوانهم وألسنتهم للعرض علي الله عز وجل
وقد أخبر النبي صلي الله عليه وسلم ان الصيام في يوم عرفه يكفر سنتيين من الذنوب للمسلمين من غير الحجاج .. سنة ماضية وسنة قادمة من صغائر الذنوب بشرط ترك الكبائر.
والصوم يعمل على التقرب إلى الله بأحبّ العبادات إليه وهو الصيام في أفضل الأيام وهو يوم عرفة .. كذلك المباعدة عن النار كما أخبر الرسول الكريم أن من يصوم يوماً تطوعاً يباعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً.
ويستحب فيه الإكثار من الدعاء والتضرّع والتوبة للحاج في موقفه العظيم سواءً كان واقفاً أو جالساً أو مضطجعاً، كذلك لغير الحاجّ في منزله عليه الإكثار من الذِكر والدعاء فقد قال صلى الله عليه وسلم: “أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة”. كذلك التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة كالصدقة، والإحسان، ومساعدة الآخرين.. أيضا تجنب الأحاديث الجانبية والغضب والأذى بالقول والفعل و يستحب التقرّب من الله في هذا اليوم بقراءة القرآن الكريم وصلاة النوافل.