التخطي إلى المحتوى

في بداية الأمر أود أن أوضح أن كلامي هذا ليس لأي غرض سوي إظهار الحقائق وإلصاق “الإهمال والتلاعب بالمواطنين” بأصحابه، فالتجني والابتزاز لتسيير المصالح الشخصية أو استخدام الصحفيين كــ “أداة” ليسوا من طباعي ولا مبدأ جريدتي.
حظيت محافظة المنوفية “محافظتي” علي شهرة ذائعة بين باقي المحافظات خاصة القاهرة والجيزة، فمن الممكن بل والطبيعي أن تجد مدير الشركة التي تعمل أنت بها وكذلك المصلحة الحكومية التي تتردد عليها لقضاء حاجتك “منوفي أباً عن جد”، ومن الطبيعي أيضاً أن تجد الوزراء وقادة الجيش بل ورؤساء الجمهورية “منايفة”، وذلك نظراً للخدمات التي يتلقاها كل من يحمل بطاقة رقم قومي مدون بها “المنوفية”، ونستطيع أن نقول أن أهل تلك المُحافظة يعشقون خدمة ذويهم وتسهيل الصعاب لهم للوصول إلي المناصب الهامة.
علي سبيل المثال وليس الحصر، والأمر الذي نحن بصدد الحديث عنه، نتحدث عن أحد المُنتمين لتلك المحافظة رجلاً من الأساطير التي حاربت من أجل البقاء ولأسمه بريق لامع في الحياة السياسية حتي الآن فهو أحد أعمدة الدولة، “كمال الشاذلي” -رحمة الله عليه- البرلماني المخضرم الشهير ولسان “مبارك” للرد علي الأصوات المرتفعة، لن أُلقي الضوء علي طريقته في السياسة وألاعيبه المشروعة والغير مشروعة في “لعبة الإنتخابات البرلمانية”، سأتحدث عنه من الناحية الخدمية وبصفته نائباً عن إحدي دوائر المحافظة منذ عام 1964 وحتي وفاته، تمهيداً لبيان حالة التراخي واللامبالاه وعدم النظر إلي مطالب أهالي الدائرة التي سيطرت علي النواب الحاليين “ابن الوزير والدكتور” هكذا أطلق عليهم سُكان دائرتهم.
كان “الشاذلي” بارعاً في جلب الوظائف الشاغرة والخدمات العامة وتلبية كل ما يتطلبه الشارع الباجوري بل ووصل الأمر إلي كافة مراكز المحافظة، نظراً لشهرة خدمات الشاذلي، قال محافظ المنوفية الحالي الدكتور هشام عبدالباسط “الباجور باريس المنوفية”، كلام لا يُطابق الحقيقة ولو بنسبة قليلة فـ القري تنزف أيها “المحافظ”.
أتذكر صديق لي كان يعمل مُحاسباً في إحدي الشركات بالقاهرة وكان للشاذلي الفضل في تعيينه أو ممكن أن نقول أن الله سبحانه وتعالي جعله سبباً، كان “صديقي” لا يمتلك سكناً دائماً في القاهرة فلجأ إلي الذهاب والعودة في الساعات المتأخرة من اليوم الأمر المرهق مادياً وجسدياً، مع الوقت امتلك سيارة ماركة شاهين، وفي أحد الأيام استوقفه ضابط مرور فنشبت مشاده كلامية بينهما .. في تلك اللحظة صمم “الضابط” احتجازه، وطلب تحقيق الشخصية وعندما نظر إلي محل الإقامة ووجده “الباجور” سأله عن علاقته بالوزير كمال الشاذلي، فرد صديقي قائلاً “قريبي وجاري”، فما كان من الضابط إلا أن يقول له “الشاذلي سبب دخولي كلية الشرطة”.
المقصود أنه بعد ثورة 25 يناير العظيمة واندلاع حالة الفوضي في البلاد وانتخاب مجلس نواب ومن ثم فكه، وحالة الغلاء الغير طبيعية التي سيطرت علي البلاد، ومع اقتراب موعد انتخابات جديدة؛ استبشر الأهالي خيراً خاصة بعد نجاح “معتز” نجل الوزير والدكتور محمود بسيوني “طبيب الأورام الشهير”، إلا أن الأمل استقر في مثلث بارمودا واختفت كل الوعود بل اختفي “النواب” ولم يشغل الأول سوي حياته وعمله بالقاهرة، أما الثاني فانشغل بالتقاط “الصور السيلفي” مع المسئولين والرد علي الصحفيين علي موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” وعند وجود اختلاف في الآراء “البلوك” ينتظر الصحفيين.