التخطي إلى المحتوى

كتب : سالم أحمد سالم وجِهاد الغزالي

“المنايفة” بطبيعتهم أصحاب رسالة وفكر، منذ زمناً بعيد؛ وتحديداً عام 1906 لحظة أن ثاروا علي ضباط الاستعمار البريطاني عندما قتل أحدهم امرأة حال اصطياده حمام ببلدة دنشواي الشهيرة بكثرة الحمام بها، ومن هنا اشتعلت النيران داخل تلك المحافظة التي اشتهرت خلال تلك الفترة بحالة من الغضب الثوري وظهرت بوادر النيران أيضاً إبان المظاهرات التي رجت جميع محافظات مصر في فترة 30 يونيو 2013 عقب اعتراضهم علي سياسة محمد مرسي وجماعته، كما طالب المتظاهرين بإجراء انتخابات رئاسية مُبكرة، ومن هنا ظهر بعض الأشخاص من أهالي محافظة المنوفية في الشارع المنوفي يقودون المظاهرات وأصواتهم رجت مختلف مراكز المحافظة، كان من بينهم هيثم شرابي ومحمود الدسوقي ومعتز زينهم أبو حسن وبلال جرن والدكتور محمود رمزي وطارق الحداد.
بدأت الحكاية بتلك المُحافظة عندما أصدر “مرسي” بياناً علي لسان وزير التنمية المحلية آن ذاك بتعيين المهندس أحمد شعراوي مُحافظاً للمنوفية، القرار الذي أشعل النيران وعلي إثره نشبت وقفة احتجاجية ضمت 15 فرد فقط لا غير أمام ديوان عام المحافظة بمدينة شبين الكوم اعتراضاً علي تعيين “شعراوي” ومن ثم تحولت الوقفة إلي اعتصام حاد وتزايدت أعداد المعتصمين وتحول اعتراضهم علي تعيين “شعراوي” إلي المطالبة برحيل “مرسي وجماعته”، وكانت البداية مع موعد الإعلان الدستوري فنظم المنايفة العديد من المسيرات الحاشدة في شوارع المُحافظة وكان للمنايفة السبق في رفض “دستور الإخوان”.
يقول معتز زينهم أبو حسن، أن الحزب المصري الديمقراطي كان ومازال بيت الأمة، مُشيراً إلي فتح أبواب الحزب للثوار والقيادات السياسية والشعبية والصحفيين وإنشاء غرفة عمليات بمقر الحزب لمتابعة كل ما يدور بمراكز المحافظة وتلقي الشكاوي وإصدار البيانات وتنظيم المؤتمرات والاجتماعات أثناء فترة التظاهرات، كما أضاف أن اختلاف الأفكار وتعدد الاتجاهات والبحث عن المصالح الشخصية لم يأتي إلا بعد الثورة، مُضيفاً أن شرارة البدأ كانت لحظة الإعلان الدستوري ومن هنا كانت فكرة القوي السياسية للخروج إلي الشوارع؛ انتقالاً إلي دستور الإخوان، ومن ثم تعيين المهندس أحمد شعراوي محافظ الجماعة الذي لم يدخل مبني الديوان بسبب الاعتصام ورفض الأهالي تعيينه.
واستكمل “أبو حسن” فلحظة خضوع “شعراوي” لحلف اليمين كانت الشوارع امتلأت بالثوار عازمين علي غلق مبني الديوان ومجالس المدن وأول مجلس مدينة استجاب للغلق “مجلس مدينة أشمون” رغم بُعد المسافة بينه وبين مدينة شبين الكوم، ولم يري “شعراوي” مكتبه منذ لحظة تعيينه وحتي هروبه من المحافظة بعد اجتماعه بعدد من القيادات التنفيذية داخل مبني الحزب الوطني القديم “مركز الإبداع حالياً” وكانت الطرافة في الموضوع جلوسه بمكتب أمين عام الحزب الوطني علي الرغم من التناقض بين الحزب والجماعة، كما نشب تعاون بين الثوار وإنشاء “خيم للمبيت بها” ليُصبح الاعتصام علي مدار 24 ساعة يومياً لمدة 15 يوم، واستمر الاعتصام بأعداد متزايدة حتي يوم 30/6.
كما أكد هيثم شرابي، أمين عام حزب التجمع وأحد الأسباب القوية في نجاح اعتصامات 30 يونيو بشوارع المنوفية؛ علي أن المسيرات كانت تنطلق في الساعات الأولي من كل يوم بمختلف مراكز المحافظة لينضموا إلي المعتصمين أمام مبني الديوان العام في مليونية نظمتها القوي السياسية وأطلقوا عليها “حماية مكتسبات الثورة”، رافضين الانسياق خلف حكم جماعة الإخوان، مُشيراً إلي أن مطالبهم في أول أيام الاعتصام ما قبل 30 كانت تدور حول استقلال محافظة المنوفية عن حكم الإخوان وجاء ذلك بعد تعيين “شعراوي” وكذلك تشكيل مجلس إدارة للمحافظة تنفيذي يأتي علي رأسه المستشار العسكري ومدير الأمن ورئيس نادي القضاه كلاً منهم بصفته كما نادوا بين صفوف المتظاهرين بأن جميع المنشأت الحكومية ملكاً خاصاً للشعب ويجب الحفاظ عليها وحمايتها، واستمر “شرابي” وكذلك أعضاء القوي السياسية في إصدار البيانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية لحث المواطنين علي النزول والمطالبة بالتغيير إلا أن تم ما عزموا عليه يوم 30/6.
وفي السياق ذاته، ظهر الدور النسائي في تنظيم التظاهرات وتوعية السيدات بأنه لابد من تواجدهم نظراً لأنهم عنصر فعال في المجتمع وكان علي رأسهم الدكتور سماح سعد عضو مجلس النواب وهويدا ممثل عن نقابة المعلمين ومني بط الشهيرة بــ “السيدة المنتقبة”، جدير بالذكر أن سيدة وقفت أمام مبني الديوان العام تحمل “عصا” وتتوعد لأعضاء جماعة الإخوان، كما كان لنساء العزبة الغربية، أحد الأحياء الشعبية بمدينة شبين الكوم؛ الدور الفعال في توزيع المياه والغذاء علي المعتصمين.