التخطي إلى المحتوى

 

في السابق كان لمهنة الصحافة قدسيتها واحترامها، لذلك فإن لقب السلطة الرابعة لم يأت من فراغ، حيث كان للصحفي دورا هاما في تعريف المجتمع بأهم الأخبار والأحداث، فضلا عن إبراز أهم المشاكل وتقديم الحلول لها، ومناقشته أبرز القضايا المجتمعية.

أيضا فإن مهنة الصحافة لم تقتصر علي تقديم الأخبار وتعريف المواطنين بما يدور حولهم، وإنما امتدت لتكون يدا وعونا لإصلاح ما أفسدتة السلطات الأخري، لذلك احتفظت معظم الجرائد الورقية بقدسية المهنه وحافظت عليها عندما تمسكت بمبادئ مصطفي وعلي أمين الصحفية.

أما ومع الانفتاح الإعلامي، ومواقع السوشيال ميديا، وزيادة أعداد مواقع الأخبار الإلكترونية، أصبح كل من هب ودب يمتهن مهنة صاحبة الجلالة، بل واقتربت من أن تكون مهنة من لا مهنة له، وباتت تمثل لعددا من ضعاف النفوس تجارة رخيصة يبتز بها المسئولين ليحقق طموحاته الدنية من خلال استخدامهم العناوين المثيرة والمبهمة، لزيادة الزيارات، والحقيقة عندما تدخل لتقرأ الخبر تجد المحصلة صفر.

كل ذلك كفيلا بأن نقول انتظروا انهيار أكبر لصاحبة الجلاله طالما لا يوجد قواعد تنظم العمل الصحفي، فالصحافة اليوم أصبحت سبوبة لأصحاب المواقع، مما لا يفقهون شيئا عن العمل الصحفي المحترف، فأرحموا الشعب من المتسولين علي مائدة صاحبة الجلالة.