التخطي إلى المحتوى

 

محمد محفوظ

 

سن السعادة كما يطلق عليه، هل هى فعلا سعادة أم معاناة و قتال، معاناة مع تعنت مسؤلين و روتين موظفين أم قتال لأمراض تنهش أجسامهم قبل فتات معاشهم الهذيل .

صدفة شاءت الأقدار أن نراها بأعيننا و يرصدها فيديو لبضع لحظات، مبنى تأمينات مدينة منوف يوم 2 أبريل ، يوم قبض المعاشات لأهلينا ممن وصلوا من الأعمار ما منعهم عن أستكمال مسيرتهم من عمل شابوا عليه ليكتسبوا رزقهم يغنيهم السؤال ، لكن هزمتهم أعمارهم و أمراضهم فأصبحوا ينتظرون بفارغ الصبر الحصول على معاشهم ليستطيعوا أن يحيوا ما تبقى لهم مستورى الحال دون سؤال كما اعتادوا دوما .

باب واحد للدخول و الخروج للمبنى اكثر من 400 شخص بين رجال ونساء فى إحتشاد داخل مساحه لا تتجاوز 40 متر مربع ، محشورين كما يقال كمثل علبه السردين أو كيوم الحشر رغبه فى صرف معاشهم ، لا وجود لنظام او تنظيم سواء من أصحاب المعاشات او حتى المبنى ، سؤ التنظيم والنظام من احد أسباب المشكلة ، لكن السبب الأهم هو كيف يكون لمبنى يتردد عليه المئات يوميا و ألالف فى اول يومين من كل شهر للصرف مستحقاتهم باب واحد و طرقة عرضها 3 أمتار فقط وهى أيضا نفس الطريق المؤدى لباب عرضه 60 سم للصعود للأدوار الأدارية بأعلى المبنى و يكون الباب فى نهاية الطرقة ، أى عليك أن تعبر الحشر العظيم للوصول فقط للسلم ، أثناء محاولتى الوصول للسلم يحدث دفع وشد و جذب صرخه هنا و سب هناك و أشتباك بالايدى بين رجلين أصغرهم 70 عام بسبب الزحام .

فهل المشكلة ثقافة شعب أم فساد تصميم للمبنى أم ما قاله أحد الموظفين بان المبنى كان يحتوى على 160 موظف لقضاء مصالح المواطنين ، واصبحوا الأن 22 موظف فقط نتيجة خروج العديد منهم لسن المعاش دون تعيين بديل ، مما دفع الكثير من الموظفين داخل المبنى للحصول على اجازات بسبب ضغط الشغل الكبير الواقع عليهم لدرجه عدم قدرتهم على مجابهته و الهروب بالأجازات .