التخطي إلى المحتوى

 

كتبت : خلود أحمد

 

 

أصبحت العصبية الآن وفى ظل الظروف المعيشية الصعبة مرض العصر والظاهرة الأكثر انتشارًا، فالعصبية تنتج عن شئ مما يأتي: “عدم قبول شئ لا يُعجب الشخص، أو حدوث ماهو غير متوقع، أو قدٍوم شخص غير مرغوب منه، أو قلة المال فى يد الشخص، أو انتشار البطالة، أو سوء الظروف المعيشية”، أسباب كثيرة تجعل الشخص عصبي ومتوتر لا يتحمل أحد أن يبتسم فى وجهه، لذلك يجب أن نتخلص من هذه الظاهرة السيئة والمرض القاتل، حتى ننقذ أنفسنا من الوقوع فى المهالك.

 

لو نظرنا إلى تاريخنا وفتَّشنا فى ذكرياتنا، لوجدنا أن هناك العديد ممن فقدواْ حياتهم بسبب عصبيتهم الزائدة، كم من شخص قُتل فى مشكلة عائلية ؟، كم من شخص سُجِن بسبب شجار مع جارة ؟.

 

وفى هذا السياق، أبدت الدكتورة أسماء عبد الستار أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية وجهة نظرها حول هذه الظاهرة، حيث قالت: “تعد فئة الشباب شريحة مهمة فى المجتمع المصرى من حيث العدد والقدرة على الإنتاج، وتزيد من أهمية هذه الشريحة بأنها الأكثر تأثرًا خاصة فى ظل التحولات التى صاحبت العولمة، وانتشار العنف على تعدد أشكاله ومظاهره، والتى أثرت بقوة على عنف الشباب بصورة أساسية، وعلى الرغم من أن عنف الشباب ظاهرة عالمية تظهر فى كل المجتمعات، فإن هناك ظروف اجتماعية معينة تساعد على زيادة ظهور تلك السلوكيات باضطراد.

 

 

وتعد ظاهرة العصبية بين الشباب شكلٌ من أشكال العنف فى المجتمع، وتحدث تلك الظاهرة؛ نتيجة الأزمات الاقتصادية فى المجتمع، وزيادة معدلات الفقر بين السكان، فعدم تحقيق مستوى معين من الإشباع يدفع الفرد لحالات من الضغط والعصبية، وغالبًا ما ينجم عن ذلك مستوى معين من العنف.

 

 

كما أشار أحد الأشخاص الذين يعانون من تلك الحالة فأبدواْ رأيهم، قال “أحمد عادل” أن أسباب عصبيته هى: “الحالة النفسية فكُلما كانت سيئة كُلما كانت عصبيتى زائدة، وقلقى علي الشئ أو توترى من آخر يجعلنى عصبيًا بطريقة لا توصف، وعندما أمرض والعلاج ﻻ يأتي بنتيجة سريعة وقتها أكون عصبيًا أيضًا، وعندما أحب شيئًا ما أحبه حبَّ امتلاك فعندما يحصل عليه آخر وأراه لا يستحق ذلك الشئ تزداد عصبيتي، والغيرة أيضًا تجعلني عصبيًا”.

 

كما قالت طالبة فى الفرقة الثالثة بكلية الآداب، أن من أسباب العصبية عندها: “سوء الأحوال المجتمعية وليس المستوى المعيشي؛ لأن مستوانا المعيشي متحسن إلي حدٍّ ما، العصبية تأتي نتيجة ضغط العمل على إخوتى وضغط الكلية عِندى فالأمور تنطبق علي بعضها ولا يتحمل أحدًا الآخر، وأيضًا عندما أغضب من أحد أصدقائي أو يتسبب في مضايقتي أو عندما يُخطئ أحدًا في حقي”.