التخطي إلى المحتوى

كتب: محمد حشمت – ندى عبدالله

عادةً ما ينظر الإنسان إلى ذوى القدرات الخاصة نظرة شفقة ويأس علي ضياع حياتهم وأهدافهم، فيبادلهم ذوى القدرات الخاصة بنظرة عجز وضياع الأمل، ولكن هناك أشخاص لا يسمحون بتغلغل اليأس إلى أرواحهم، يحاربون في صمت أشياء مجهولة الهوية، فما بالك إذا كان الشخص نفسه مجهول الهوية أو النسب ومعاق، لكنه موجود ومستمر في الحياة، من هؤلاء: وحيد شريف بطل عالمى في تنس الطاولة لدى الأولمبياد الخاص المصري، الذى تحدى الإعاقة بإصراره وقوة إرادته وسرد حياته ومشواره في تحدى الإعاقة منذ صغره حتى الآن.
ولد “وحيد” لا يعرف لميلاده يومًا أو سنة، ولا يعرف لعائلته اسمًا أو مكاناً، كل ما يعرفه أنه تبناه الضابط “شريف.ع.ص” فكان أباً له، وأعطاه اسمه ولكنه لم يستمر معه طويلاً فقد انتقل إلى مركز الهلال الأحمر عندما بلغ العامين، وأخيراً انتقل إلى الجمعية العامة للفئات الخاصة والمعاقين، واستقر به الحال هناك، فكانت له البيت والأهل، حيث كان يعتبر كل من بها بمثابة إخوته، ويعتبر العمال والمشرفين كوالديه، التحق “وحيد” بمدرسة الزهراء الإبتدائية، ولكنه انفصل منها عندما بلغ الحادية عشرة عاماً.
وانتقل إلى المدرسة الفكرية لصعوبات التعلُم، وهناك بدأ في حفظ القرآن وفاز في عام 2010 بالمركز الثاني للمحافظات في حفظ القرآن الكريم، وتعلم تنس الطاولة وشارك لأول مرة في الأنشطة الرياضية، بدأ بمساندته كابتن حماده الطوخي الذي كان له الفضل بعد الله لإحترافه وتعليمه حركات اليد والثبات رغم الإعاقة بيده وقدمه اليمنى، وظل يساعده وشجعه على الاشتراك فى الأولمبياد الخاص المصري في عام 2009، وفاز بأولى مسابقاته بالمركز الأول لبطولة المحافظات بإسم الجمعية في عام 2012، وتوالى فوزه أربع مرات لبطولة المحافظات.
وقال “وحيد “: أنه فاز بحوالي 15 ميدالية للمركز الثاني، وأكمل مشواره الرياضي مع كلًا من: “الكابتن محمد الصاوي، ومحمد الدسوقي”، ولم يترك تدريب التنس يومًا رغم انشغاله بالعمل في ورش عندما بلغ 17 عاماً، وتعددت مهنته منجد إلى ستورجى إلى نجار.
وأكمل “وحيد” قائلًا: أجريت عمليتين: “الأولى بالجسم، والثانية بالقدم لتطويل مشط القدم”، ولم يتخلى عنه أبواه أو مدربيه، وظل يدفعاه حتى فاز في عام 2015 بالمركز الثاني على مستوى الجمهورية فى تنس الطاولة، وتأهل لبطولة العالم وسافر إلى أمريكا وفاز بالمركز الثاني على مستوى العالم “بنين زوجى”، والثالث “زوجى مختلط”، والرابع “فردى”.
واختتم “وحيد” حديثه: أتوجه بالشكر لكل من ساعدني لتحدى الإعاقة حتى الآن، وبالأخص أمى بهيجة حمام لرعايتها لي حتى الآن تساعدني، وآخره الموافقة بإنشاء مشروع كشك صغير للاستقلال بحياته، وأنه يتمنى أن يتم ذلك في أقرب وقت ممكن.