التخطي إلى المحتوى

فى حادث غريب من نوعه هاجم الرئيس الامريكى “دونالد ترامب” الصحافة الامريكية معتبراً إياها “ليست عدواً له فقط بل عدواً للشعب الامريكى وللوطن” على حد وصفه ومن الصحف التى تعرضت لهجوم الرئيس الامريكى (نيويورك تايمز-شبكة إى بي سي-واشنطن بوست).

الغريب فى هذا الامر أن هذه هى المرة الاولى التى نسمع فيها رئيس أمريكى يهاجم صحافة بلاده،ومن العجيب أن الصحف التى اشار اليها ترامب هى من اعلى الصحف على مستوى العالم من حيث المهنية حسب استفتاء لصحيفة التايمز البريطانية.

بدأت ازمة ترامب مع الصحافة عندما لاقى هجوماً كبيراً من إياها بعد قراره بحظر قدوم اللاجئين من سبعة بلدان اسلامية(العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن) فى تحدى صارخ للديمقراطية الامريكية القائمة على احترام الاقليات والعرقيات الدينية وقد صرح ترامب منذ لحظة وصوله الى السلطة أن «على الصحافة أن تصمت» حيث كان لدى الرئيس الامريكى بُعد نظر لما ستلقاه قراراته المستقبلية من اعتراض من جانب الصحافة الامريكية.

فى الفترة الاخيرة تصاعد اليمين المتطرف فى الولايات المتحدة وفى الغرب عموماً منذ صعود تيارات العنف والارهاب فى الشرق الاوسط وما آلت اليه الاوضاع من انتقال هذا الارهاب الى العالم الغربي الامر الذى أدى الى تصاعد عداء الغرب إزاء المهاجرين بشكل عام والمسلمين على وجه الخصوص مما مهد لترامب لفرض سياسته العنصرية

ترامب لا ينطق الا بلغة المصالح لذلك فهو ضد اى اعتراض من جانب صحافة بلاده إزاء سياساته لان سياساته هذه هى من ستحقق مصالحه فعلى سبيل المثال أشار الرئيس الامريكى الى دول الخليج بقوله «على الخليج أن يدفع مقابل الحماية» الامر الذى لقى استهجان من جانب الاعلام الامريكى.

من وجهة نظرى أن معركة ترامب مع الصحافة خاسرة وعليه ان ينظر الى التاريخ عندما اعترض الرئيس الامريكى السابق “ريتشارد نيكسون” على تقارير الصحافة الامريكية إزاء الخسائر الامريكية الفادحة فى الحرب الفيتنامية واعتباره إياها تعمل ضد السياسة العليا للولايات المتحدة ولكن فى الاخير انتصرت الصحافة الامريكية فى معركتها ضد “نيكسون”.فعلى ترامب التريث والتمهل قبل أن يدخل معركة خاسرة مع صحافة بلاده