التخطي إلى المحتوى

كتبت: مروة عنبر

إشتهرت المرأة المصرية بالصفات التى تتحدى بها الصعاب، فهى إمرأة جدعة، بتسد فى الأزمات، أب وأم فى كثير من الحالات، مفيش حاجة بتقدر عليها، أقاويل كثيرة عن شهامة وأصالة السيدة المصرية.

ومن خلال السطور القليلة القادمة تعرف “ديوان المنوفية” على قصة لسيدة جديدة تضرب الأمثال فى القوة والجدعنة، تربى أجيالا وتخرج رجالا، تحدت الصعاب منذ خروجها للدنيا.

الست أم إسلام من قرية طوخ التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، تنتمى لأسرة بسيطة تتكون من أولادها ووالدتها.

منذ الصغر وهيا تسعى على رزقها حاملة معها، طبق التوت”تشت” بفصل الربيع كانت تنشر البهجة فى نفوس محبى التوت من الأطفال والكبار اشتهر ثمارها بالنضج والطعم اللذيذ.

وسرعان ما يتبدل طبق”تشت” التوت الكبير، بطبق أكبر للتين الشوكى أو كما تقول هي “كيزان العسل”، يشترى منها نسبة كبيرة من أهالى القرية، بسبب ابتسامتها المتميزة، والتى تضئ وجها الأسمر اللون، وضحكاتها التى تظهر الاآلئ البيضاء داخل فمها.

فى سوق القرية، وبجوارها أخيها الذى يساعدها فى حمل البضاعة الثقيلة، ووالدتها التى تساعدها فى حمل طفلها الصغير حتى تستطيع أن تقوم بعملها دون الخوف عليه.

اشتهرت أم إسلام بالذرة المشوى أيضا ليلا، فبعد بيع التوت والتين الشوكى صباحا، تعود مرة أخرى ليلا حاملة معدات شوى الذرة، والمكوث لساعات طويلة من الليل.

لم تنسى أم إسلام وظيفتها الأساسة كأم لأطفال فى مراحل مختلفة من التعليم، فهى تقوم بمساعدة أبنائها أثناء مكوثها بالسوق، عن طريق إرشادهم للثواب والخطأ، وإصرارها على تفوقهم الدراسى، تجلس بجوارها ابنتها لكتابة واجباتها، مشهد يراه العديد مألوفا ولكنه يحمل فى طياته العديد من القيم التى يحتذى به البعض الآخر فى قوة التحمل والصبر.

تحمل طفلتها فى أذهانها العديد من الصور والعادات التى تكتسبها من والدتها فى القوة، والتعاون بين والدها ووالدتها، قد تكون هذه الصور دافعا كبيرا لها لتثبت نفسها وترد لهم الجميل حين تكبر.

تعيش أم إسلام بمنزل ووالدتها، المتواضع يملئه الدفء والاحترام مبنى على المشاركة بينها وبين أخيها، وورثت أم إسلام قوة تحملها والجدعنة من والدتها التى مازالت تخرج لكسب قوت يومها بالرغم من تجاوزها سن الستين، فهى إمرأة صبورة راضية برزقها ولو قليل.

مرت أم إسلام بالعديد من الأزمات بمشوار حياتها، بدايتها كان إجراء عملية جراحية لإستئصال الثدى بعد إصابتها بمرض خبيث، وتخلى زوجها عنها فى الوقت التى كانت تحتاجه بجوارها دائما.

لم تؤثر الأزمات على مشوارها وطريقها، انفصالها عن زوجها لم يضعفها بل أصبحت أكثر قوة، لم تختفى وتلجأ لبيتها حاملة راية “أنا مطلقة خروجى عيب”، تحدت عاهات المجتمع المريض حول لفظ المطلقة.

تحملت أم إسلام مسئولية أولادها كاملة، فكانت لها أب وأم بنفس الوقت، تسعى دائما لسد احتيجاتهم المادية والمعنوية في مراحل الدراسة المختلفة.

وأضاف شقيقها أنه يقف بجوارها دائما، ويساعدها دائما في تقسيم أوقات الشغل بينهما حتى تستطيع مراعاة أولادها وشئون بيتهم .

بائعة الذرة