التخطي إلى المحتوى

كتبت:مروة عنبر

رحل عن عالمنا اليوم عاشق السينما المصرية، الحريف الذى رسم أحلام هند وكاميليا، وخطط ليومٍ حارٍ جداً ليخرج بعده بضربةٍ شمس، ويسرد لنا أيام السادات فى موعدٍ على العشاء، وكأنه طائر على الطريق يغرد لنا حكايات وروايات كثيرة كان هو بطلها الراحل محمد خان.

ولد “محمد خان” لأب باكستانى وأم مصرية فى 26 أكتوبر 1942، فى منزل مجاور لدار سينما مزدوجة وكان يرى مقاعد إحداها ولا يرى الشاشة، حصل على الجنسية المصرية فى عام 2014م.

كان حريصاً على جمع إعلانات الأفلام من الصحف، وشراء مجموعات صور الأفلام، وبالرغم من ذلك، إلا أنه لم يكن يحلم يوماً بأن يصبح مخرجاً سينمائياً حيث كانت الهندسة المعمارية هي حلم طفولته.

سافر “خان” لإنجلترا لدراسة الهندسة المعمارية، ولكنه تخلى عن حلم طفولته وإلتحق بمدرسة الفنون، ثم إلتحق بمعهد السينما بلندن، عاش “محمد خان” فترة طويلة في إنجلترا، دامت سبع سنوات، حيث أنهى دراسته في معهد السينما عام 1963. بعدها عاد إلى القاهرة وعمل في شركة فيلمنتاج “الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي”، تحت إدارة المخرج صلاح أبو سيف.

سافر “خان” مرة أخرى إلى لبنان ليعمل مساعداً للإخراج “مع يوسف معلوف” و “وديع فارس” و “كوستا” و “فاروق عجرمة”، وبعد عامين هناك، سافر مرة أخرى إلى إنجلترا ، حيث هزَّته هناك أحداث حرب 1967، أنشأ بعدها دار نشر وأصدر كتابين، الأول عن السينما المصرية، والثاني عن السينما التشيكية، وكان يكتب مقالات عن السينما، وفي عام 1977 عاد إلى مصر وأخرج فيلماً قصيراً.

عاد “خان” إلى القاهرة، وبدأ مشواره السينمائي بفيلم ضربة شمس عام 1978، أولى تجاربه الروائية الفيلمية، وكان من إنتاج نور الشريف،تميزت أعمال “خان” بالجدية ومناقشة قضايا تهم المجتمع المصرى، وتهدف إلى الإرتقاء بالذوق العام، ومن بين أعماله أيام السادات؛ “يروى السيرة الذاتية للزعيم الراحل محمد أنور السادات، الثأر، طائر على الطريق، فتاة المصنع، زوجة رجل مهم، خرج ولم يعد، فى شقة مصر الجديدة، بنات وسط البلد، الغرقانة، وعودة مواطن، وغيرها.

كوَّن محمد خان مع كلاً من : “بشير الديك، وسعيد شيمى، ونادية شكرى، وعاطف الطيب، وخيرى بشارة، وداوود عبد السيد”، جماعة سينمائية أطلق عليها “جماعة أفلام الصحبة”، جمعتها رابطة الصداقة ومجمل القضايا والهموم الفنية والثقافية بشكل عام، وكان الهدف من إنشاء هذه الجماعة هو إنتاج أفلام ذات مستوى جيد وتقدم جديداً، والفيلم الوحيد الذي قامت الجماعة بإنتاجه هو الحريف.

حصد العديد من الجوائز عن أفلامه مثل جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان جمعية الفيلم 1982، وجائزة التقدير الذهبية من الجمعية المصرية لكتَّاب ونقَّاد السينما 1981، عن فيلم طائر على الطريق، الجائزة الأولى مناصفة مع العارفي مهرجان القاهرة الدولي 1982 عن فيلم نص أرنب، وجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي عن فيلم فى شقة مصر الجديدة، وغيرها العديد من الجوائز والمهرجانات التى شاركت بها أفلامه.

وخرج “خان” هذه المرة إلى مستشفى المعادى، ولم يعد للحياة مرة أخرى، ليلفظ أنفاسه الأخيرة؛ إثر أزمة صحية عن عمر يناهز 74 عاماً.