التخطي إلى المحتوى

كتبت: مريم رزق

تعد الموارد الطبيعية أهم وأكبر النعم التي وهبها الله للإنسان والتي تساهم في تشكيل عنصر رئيسي من رفاهية حياتنا اليومية، وللحفاظ علي هذه الرفاهية يجب الحفاظ علي تلك الموارد وحمايتها من الإستهلاك السريع الذي لا يمكن تجديده، فالجميع مسؤول أمام الله عن هذه النعم وسوف نُسأل ونحاسب علي استخدامها سواء بالترشيد أو بالتبذير والإسراف ﴿ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ﴾

ومن هذا المنطلق وفي ظل الإهتمام الشديد بالقضايا والمتغيرات المستمرة بالمناخ وتأثيره علي البيئة والموارد أدركت العديد من المدن وبالأخص الصناعية بضرورة مواكبة تلك المتغيرات وقامت بوضع مقترحات وحلول للحد من تلك الأضرار المصاحبة لهذه المتغيرات ومواكبة كافة المتغيرات التي التي تؤثر علي المناخ وتحدث متغيرات كبيرة بالبيئة.

من هنا نتحدث عن واحدة من أهم مدن الجيل الجديد التي أيقن مستثمريها وأفراد شركاتها المسؤولية التي تقع علي عاتقهم تجاه هذه الموارد والبيئة ووطنهم الصغير

والتي تكمن أحلامهم فيها أن تكون السادات مدينة صديقة للبيئة، لذلك قاموا بإطلاق مبادرة السادات خضراء للمحافظة على جودة الحياة وتحسينها للأفضل.

أُطلقت مبادرة السادات خضراء من قبل شركة عقار جروب للتطوير العقاري وذلك في مؤتمر الطاقة المتجددة بجامعة مدينة السادات “١٥مارس٢٠٢٢” بحضور كلا من رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور” أحمد بيومي” ونائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة الأستاذ الدكتور “خالد جعفر”، وممثلين عن الإتحاد العربي للتنمية المستدامة وجمعية المهندسين ووزارة الكهرباء والطاقة.

ذلك ويتمثل هدف المبادرة في الحفاظ على جودة الحياة وتحسينها للأفضل وترشيد الإستهلاك ونشر الوعي البيئي، وذلك في ظل توفير مدينة السادات جودة حياة متكاملة، بما تتميز به من مساحات خضراء شاسعة تساعد علي توفير هواء صحي ونقى، وذلك مما ينعكس بالإيجاب على الحالة النفسية والمزاجية لأفراد المجتمع، والأسرة، والأطفال، هذا وتحاط مدينة السادات بحزام أخضر يبلغ مساحة 33″ ألف” فدان من مزارع الخضار والفاكهة التي تُصدر لجميع أنحاء العالم، إضافة إلي امتلاكها 60% من المسطحات الخضراء المحيطة بالمناطق السكنية، لتصنفها منظمة الصحة العالميةWHO وتضع مدينة السادات ضمن أفضل 10مدن صناعية في الشرق الأوسط لنظافة بيئتها، لتتمثل أهداف واستراتيجيات المبادرة في

تحسين ، ترشيد ، تدوير

*تحسين جودة الحياة بمدينتنا

* ترشيد استهلاك المياه والطاقة والمواد

* تدوير المخلفات لإعادة استخدامها.

وبهذا الصدد أطلقت المبادرة (السادات خضراء) حملة التشجير

والذي يأتي هدفها زراعة “مليون” شجرة على مدار

“خمس” سنوات، لزيادة المسطحات الخضراء لتساعد على امتصاص الإنبعاثات الكربونية بمشاركة الشركات والمدارس والجامعات، وذلك تشجيعًا لشعب وأبناء السادات للحفاظ على البيئة وزيادة الوعي البيئي.

علي صعيدٍ آخر تعمل المبادرة أيضًا علي زيادة الوعي البيئي وتوفير كافة الموارد الطبيعية والبشرية لتبدأ بترشيد معدل استهلاك المياه، حيث تبلغ نسب استهلاك المياه في المنزل بواقع 27% في المرحاض، و22% في غسيل الملابس، و 17% في الصنابير و16% في الاستحمام، ، 2% في غسالة الأطباق، و 15% تهدر بفعل التسريبات، لتقوم المبادرة بوضع حلول لتقليل الإستهلاك باستخدام موفر المياة الذكي لترشيد إستهلاك 70% من المياه المستهلكة، والعمل علي إعادة تدوير المياه الرمادية، كما عملت علي ترشيد استهلاك الأوراق والحد من استهلاكه، وضعت المبادرة حلولا لترشيد الورق وللحفاظ على البيئة عن طريق ترشيد إستخدام ورق الطباعة، حيث ارتفع نسبة إستخدام الورق في الفترة الاخيرة بنسبة 400% وأدى ذلك لإزالة ملايين الأفدنة من الغابات والأشجار، بالإضافة إلى أن صناعة الورق تسبب في استهلاك كثيف للمياه والطاقة وتلوث للهواء، لتقوم باقتراح طباعة الأوراق على الوجهين، والتعامل الإلكتروني ( الإيميل – الواتساب )، إلغاء كل المطبوعات الدعائية وإستبدالها بالبرشورات الإلكترونية والفلاشات وبالطبع قامت العديد من الشركات المشاركة بالمبادرة بتطبيق تلك الحلول من أهمهم شركة عقار جروب للتطوير العقاري.

وبالنظر إلي الأضرار الناتجة عن استخدام البلاستيك بالبيئة، قامت المبادرة بوضع حلول ترشيد البلاستيك وذلك عن طريق إحلال الأكياس البلاستيكية بالأكياس القماش، حيث أن البلاستيك لا يتحلل وحرقه يؤدى إلى انبعاث جسيمات وغازات سامة تؤثر سلبًا على الغلاف الجوي وتدمر صحة الإنسان، كما أنه يدخل في تصنيعها مشتقات شديدة الخطورة تتفاعل مع المواد الغذائية، وتؤثر بالسلب على صحة الإنسان وتسبب العديد من الأضرار التي تلحق بجميع الكائنات البحرية والبرية والبحرية، ورأت أنه من الضروري تعاون كافة المؤسسات وفرض قوانين وقيود على إستخدام الأكياس البلاستيك وإستبدالها بالاكياس القماش القابلة لإعادة الاستخدام.

إضافة إلي إطلاق المبادرة أيضا حملة

فصل النفايات من المنبع، والتي تمثل مشكلة كبيرة في مواجهة إعادة التدوير وبالتالي، يجب بذل مجهود كبير في حملات توعية للأهالى والاطفال على أهمية فصل النفايات وتوفير الإمكانيات والحوافز اللازمة لتشجيعهم على فصل النفايات من المنبع، وبالتالي تشجيع صناعة إعادة التدوير، وتعمل مبادرة السادات خضراء على عمل منصة إلكترونية لتجميع المخلفات عبر الإنترنت وتسعير النفايات والبضائع بنظام النقاط وجمعها من المنازل تمهيداً لإعادة تدويرها.

تري ايضا مبادرة السادات خضراء أهمية جودة الطعام للحفاظ على الصحة، ولما تعددت أسباب تحول الطعام لغير صحي وذلك لعدة أسباب منها

• المبيدات الحشرية

• الأسمدة الكيميائية

• هرمونات النمو المسرطنة

• المضادات الحيوية

• حبوب منع الحمل

لذلك أطلقت المبادرة زراعة الأسطح والتي توفر العديد من المميزات منها

• نظام إنتاج غذاء منزلي

• صحي وآمن للأسرة

• خالي من المبيدات والأسمدة

وهرمونات النمو المسرطنة

• منظر جمالي رائع

• عزل حراري للأسطح

• إنتاج عالي ومستمر للغذاء

• 300 كيلو خضار وفاكهة صحية

• 80 كيلو جرام سمك صحي

صديق للبيئة واقتصادي للمياة بتكلفة “أربعة آلاف جنية” سنويًا.

وبالنظر إلي أهمية نشر الوعي البيئي في إنجاح هذه المبادرة قام المشاركين بالمبادرة بنشر الوعى بين أهالى مدينة السادات بجميع أعمارهم وبالطرق المناسبة، لتشمل برامج التوعية وسائل التواصل الإجتماعي من خلال منشورات وفيديوهات ومسابقات للتشجيع والتحفيز، وحملات على أرض الواقع للتوعية والتشجير ورعاية جميع المؤتمرات والندوات الخاصة بالتوعية بالبيئة،وذلك بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة والمدارس والجامعات، كما حرصت علي توعية المسئولية المجتمعية، وذلك لإسهام المؤسسات التعليمية بدور كبير في تربية الأطفال، فهم عليهم مسئولية مجتمعية في غرس السلوك البيئي بين أطفالنا وضرورة حرص أولياء الأمور على دعم هذه القيم وتوفير المناخ المناسب.