التخطي إلى المحتوى
 
 
كتب : رامي خلاف
 
تعود قصتنا إلي عام ١٩٩٧ عندما أستقبلت أسرة السائق عبد الستار بدوي نبأ وفاتة في معهد الكبد التابع لجامعة المنوفية ، لتسود الدنيا في وجوه الأسرة والبدء في تجهيز يوم الوداع والعزاء ، ولكن قدر الله وأجل عبد الستار لم يأتي علي الرغم من وضعة في ثلاجة الموتي بالمستشفي .
 
 
وكان السائق الطيب عبد الستار بدوي ، قد أنتابة شعور بالتعب ليفاجئ بأصابتة بتليف الكبد بنسبة ٦٠٪‏ ، وقد أصابتة غيبوبة من قبل ، بعد ذلك دخل علي أثر مرضة مستشفي جامعة المنوفية ليغيب عن الوعي ويقرر الطبيبي المعالج أنها حالة وفاة ، وقام بكتابة شهادة الوفاة ووضعة العاملين في ثلاجة الموتي إستعدادا لإستلام جثتة من قبل أهلة بعد إستكمال الإجراءات ، قام أهالي السائق بالأنفاق مع الحانوتي وفراشة العزاء وبلغوا الأهل والأصحاب ليكونوا موجودين في تشييع الجثمان وفِي الصباح ذهب الجميع لإستلام الجثمان وسط صرخات وعويل ليتفاجئ الجميع بأمر ولا في الخيال بدل الصراخ إلي فرح وبدل نهاية العالم إلي بداية جديدة ليعلموا أنه علي قيد الحياة وأنها كانت مجرد غيبوبة.
 
 
يروي بطل قصتنا حكاية الأثني عشر ساعة التي قضاها داخل ثلاجة الموتي قائلا كنت في البداية أشعر بكل من حولي أراهم ولكني لا أستطيع أن أعبر عن شيء كان جسدي كله في حالة أرتخاء ولا أستطيع التحكم في أي شيء كنت أشعر وكأنني داخل زجاجة، كان شعور لا يمكن أن انساه ما حييت ، وبعد مرور 12 ساعة وأنا في ثلاجة الموتى، قمت من بين الأموات وأزحت بيدي غطاء التابوت وأخذت أنادي على الأحياء خارج الثلاجة مستغيثا بهم ، وعندما لم يستجب أحد لنداء ، طاف بتوابيت رفاقه الموتى يتلو لهم آيات القران حتى جاءه الفرج بقدوم العمال لإخراج جثة متوفى آخر من الثلاجة ليجدوا مفأجاة صاعقة، وقف لها شعر رؤوسهم فقد شاهدوا ميتا يقف أمامهم ويحدثهم ولم يحتمل قلب أحدهم الصدمة فسقط ميتا.
 
وأضاف في روايته التي نشرتها جريدة الأخبار في ذلك الوقت “بهدوء نفضت غطاء التابوت عني وقمت أتأمل ما حولي كان تصوري أننا في يوم القيامة وإنني قمت لأحاسب لكن عندنا سمعت بعض الأصوات البعيدة جدا في الخارج، ادركت وألهمني الله إنني ما زلت على قيد الحياة” ، أما عن شعوره بعد عودته من الموت، قال عبدالستار “لا أعرف كيف أصفه ولكني فوضت أمري إلى الله إلى أن أنقذني، أما الأطباء كانوا يرددون سبحان الله، لافتا إلى أن الطبيب الذي قرر موتي، أدرك خطأه وعاقبته إدارة المستشفى حد علمي.
 
ويصف عبدالستار أحوال أسرته جراء هذه الواقعة “عندما أرسل المعهد إلى أهلي ليتسلموا الجثة طوال اليوم كانت أمي وابنتي وزوج ابنتي يجهزون الصوان ومراسم الدفن واتفق زوج ابنتي مع المقرئ والحانوتي وحضروا جميعا وهم يهرولون من الصباح الباكر إلى المستشفى لأستلام جثتي ولكنهم وجدوني خرجت لتوي فانقلب النحيب إلى زغاريد، وقلت للحانوتي شكر الله سعيك ما زال للعمر بقية” ، وبعد نجاته من الموت، قرر عبدالستار عدم الدخول إلى المستشفى مهما حدث واكتفى بالدواء الحقن الكيماوي والأدوية التي تغنيه عن الطعام.