التخطي إلى المحتوى

كتبت : سالى عبده

إنّ الصلاة أحد أهم أركان وفرائض الدين التي يجب على كل مسلم تأديتها وصلاة الفجر بداية اليوم، وصلاتها في وقتها يمنح المسلم طيلة يومه سكينة وطمأنينة وسعادة من الله تسكن قلبه، وعلى المسلم أن يعلم عظمة مكانة صلاة الفجر عند الله -عز وجل-، فها هو رسول الله وسيد البشر يقول: (ركعتا الفجر خيرُ من الدينا وما فيها)، ويقول أيضاً: (من صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله)، وربما تكون صلاة الفجر ثقيلة على الإنسان؛ لأنه يكون قبلها يغط في نومٍ عميق، وتضمه أغطيته ويشعر بالدفء أثناءها، غير أن المسلم لو علم مقدار فضلها لأتاها ولو حبواً؛ لأنه يظل في ذمة الله طول اليوم، وهذا بيان لعظم مكانة هذه الصلاة عند رب العالمين، وخطورة تأخير صلاة الفجر تُلحق الضرر بالمُتأخر، وتجعله في ركب المتأخرين المقصرين في حق الله، والمحافظة عليها معيار صدق المسلم وإيمانه وإخلاصه، وعِظم الخير بداخله والخشية من غضب الله.

لما كان الاستيقاظ على صلاة الفجر أمراً شاقاً على الإنسان، فقد وجد بعض الناس صعوبة كبيرة في هذا الأمر، خاصّة أولئك الذين يسهرون إلى أوقات متأخّرة من الليل، ممن يعملون في الأعمال الليلة، أو الفترات المسائية، أو حتى أولئك الذين يعملون لفترات طويلة خلال النهار، وفي الأعمال الشاقّة، لهذا فقد وجب بيان بعض الطرق التي تعين على أداء هذه الطاعة العظيمة، فليس هناك أجمل من عبادة الله تعالى في الليل والناس نيام.
كما أنّ التواصي على القيام لصلاة الفجر من الأهل والأصدقاء الصالحين الأخيار تعاون على البر والتقوى، وتواصي على الحق والخير، فالزوجة توصي زوجها بأن يُوقظها حال استيقاظه لنيل الأجر والرحمة، والأبناء يوصون أباهم بألا يحرمهم أجر الذهاب للمسجد والصلاة جماعة، ودعاء العبد لربه بأن يوفقه للاستيقاظ لأداء صلاة الفجر مع الجماعة؛ فإن الدعاء من أكبر وأعظم أسباب النجاح والتوفيق في كل شيء، واستخدام المسلم لوسائل التنبيه وسيلة هامة للفوز برضا الله، ونيل أمانه وضمانته وإحسانه.

طرق للاستيقاظ على صلاة الفجر

– حتى يلتزم الإنسان بطاعة الله ـ عز وجل -، يجب عليه أولاً أن يلتزم بأوامره وأن لا يخالفها، فعبادة الله تعالى هي توفيق منه وحده وليس بذكاء الإنسان أو جهده، لهذا فإن تقوى الله تعالى خلال النهار ستعين على القيام على صلاة الفجر، وعلى التزام أوامره، كما أنّ الاهتمام وعقد النية على القيام لهذه الصلاة المباركة مما يعين على صلاة الفجر حاضراً، وعدم قضائها وقت الاستيقاظ.
– النوم الكافي قبل موعد صلاة الفجر، فلو نام الإنسان متأخراً فاتته هذه الصلاة العظيمة، كونه لن يستطيع القيام لأداء هذه الصلاة.
– استعمال كافة وسائل التنبيه، ووضعها في مكان داخل الغرفة ولكن بعيداً عن السرير بحيث يضطر الإنسان إلى مفارقة السرير لإغلاقها، ومتى ما فارق الإنسان سريره هان عليه أمر البقاء مستيقظاً.
– الحرص على أخذ قيلولة جيدة خلال فترة النهار، فهي ممّا يمتصّ تعب النهار، ويساعد المسلم على الاستيقاظ باكراً لأداء صلاة الفجر.
-إحضار هدايا للأبناء لمن يواظب منهم على صلاة الفجر، وتحفيزه بمحفزات تُلقي على قلوب الأبناء السرور والرضا، وحب طاعة الله.
يجب على الوالدين الرفق بأبنائهم، والصبر على إيقاظهم باللين والحسنى، لقول الله -عز وجل-: “وأمُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها”.

فوائد صلاة الفجر
من صلّى الفجر فهو في ذمة الله وحفظه.
ضمان دخول الجنة، قال رسول الله: (من صلّى البردين دخل الجنة)، والبردين هما: صلاة العصر، والفجر.
شعور المسلم بالقرب من الله وحبه؛ لأنه ساعده على القيام لصلاة الفجر ونيل الأجر.
زيادة الحسنات وتساقط السيئات.
إضفاء الطاقة المليئة بالبركة والنشاط والحيوية على المسلم.
أداء صلاة الفجر في وقتها يُحسِّن من عمل الدورة الدموية في الجسم، ويقوم بتوزيع الدم في مختلف أعضاء الجسم بشكل سليم.
استنشاق هواء الفجر يُعطيك طاقة إيجابية وراحة نفسية، ويمنحك استرخاء وهدوء، ويقلل من حدوث التوتر والقلق.
يساعد هواء الفجر على طرد السموم من الجسم وتنقيتها وبالأخص الرئتين.
الاستيقاظ باكرأً يُمكِّن من عمل الدماغ بشكل أكبر وكفاءة أعلى.