التخطي إلى المحتوى

 

كيف نتركك تنجح؟ هذا السؤال الغريب بل والغث، يدور بخلد كل عدو للنجاح في مصرنا الحبيبة، ليس حباً في مصر، وإنما بغضاً في أن يروا من يعمل دون كلل ويجتهد دون ملل ويرضي ضميره، لرفع شأن وطننا الغالي في أي مكان أو منصب هو يشغله.
وإن ما دعاني أتناول هذا الأمر، هو ما يعمد إليه هؤلاء من هجوم غير مبرر – سوى أنه حالة مرضية بقلوبهم – على الأكاديمية المهنية للمعلمين، ويحاولون شغل القائمين عليها وتعطيلهم عن مواصلة مسيرتهم في الارتقاء بمستوى أعضاء هيئة التعليم في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وكذا الأزهر الشريف.
إن ما يحاول هؤلاء من تحميل الأكاديمية المهنية للمعلمين المسئولية عن بعض سلبيات وضحت في تنفيذ الخطة القومية لتدريبات الترقي للعام 2017/2018 وهي على سبيل المثال عدم جاهزية بعض قاعات التدريب، سواء من ضعف خدمة الإنترنت أو تقادم أجهزة الحاسب الآلي أو تكدس القاعات بأعداد المتدربين في بعض الأماكن، هو بالضبط كمن قاموا بتحميل الذئب تهمة قتل يوسف عليه السلام والذئب بريء منها.
الأمر إذا تعلق بتنظيم العملية التدريبية أو بتجهيز المدربين الأكفاء أو بتيسير أمور المغتربين خارج محافظاتهم أو إعداد المادة العلمية الصالحة والميسرة لصالح المتدربين، فهذه مسئولية الأكاديمية مائة بالمائة، وقد أبلت قيادات الأكاديمية في هذا الشأن بما يشهد به أعداؤها، حيث قامت ومن خلال فروعها على مستوى الجمهورية، بترتيب وتوزيع المتدربين، وتجهيز عدد كافٍ من المدربين المؤهلين، ومتابعة التنفيذ على أرض الواقع.
أما أي سلبيات تتعلق بالبنية التحتية والتجهيزات بالقاعات من معامل حاسب آلي وسعة القاعات وحداثة الأجهزة ووصول خدمة الانترنت لقاعات التدريب، فهذه مسئولية مديريات التربية والتعليم بالمحافظات والإدارات التعليمية التابعة لتلك المديريات، وتمتد لإدارات المدارس ذاتها، حيث إن ذلك يعود لقصور الإمكانيات المعني بها قاعات كثيرة وعلى رأسها قطاع التعليم.
وبدلاً من أن يوجه مرضى النفوس لومهم لرفع ميزانية التعليم، بالشكل الذي يتيح لمعالي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الفرصة لتحديث والارتقاء بمنظومة التعليم، وتأهيل كافة عناصر بنيتها وتجهيزاتها، ومنها معامل الحاسب الآلي المتقادمة، وزيادة عدد الفصول للتخلص من التكدس والكثافات العالية وغيرها من الأمور، يقومون بالهجوم على الأكاديمية، ويحملون القائمين عليها ما ليس من مهامهم أو مسئولياتهم.
نصيحة لمرضى القلوب وعاشقي هدم أي تقدم ومجهود مبذول لوضع بلدنا في مكان يليق بها: رفقاً بأنفسكم قبل أن ترفقوا بمن يعمل في صمت، ولتعملوا في أماكنكم لصالح مصر، وليس شرطاً أن يكون العائد في جيوبكم أو يصب في مصالحكم الشخصية، لأن الهدف الأعم والأسمى هو رفعة شأن بلدنا الحبيبة، في وقت هي أولى بجهودنا، بدلاً من إضاعة تلك الجهود في مشاحنات واستهداف لمن يقدمون ويتعبون ويكدون للمصلحة العليا، وليكن شعاركم دائماً “أحب ما تعمل، حتى تعمل ما تحب”، وإلا فلتصمتوا وتتوقفوا عن تعكير صفو من يعملون.
ودائماً مصر أولاً .. وتحيا مصر.
وفقنا الله جميعاً لخدمة وطننا، ورفعة شأن مصرنا الحبيبة.