التخطي إلى المحتوى


كتبت : سالى عبده

لسعات البرد القارسة لا ترحم الناس ولا تفرّق بين الأشخاص، بل تطول جميع الذين لا يتخذون الحيطة في فصل الشتاء، وبشكل خاص خارج البيوت.
إذا يجب على الشخص أن يجهّز نفسه لمواجهة الرياح القويّة والعواصف والمطر الغزير والضباب الكثيف والبرق الساطع والرعد المدوّي…
 وما على المرء سوى أن يتكيّف مع تغيّرات الطقس ليتجنب الإصابة بإنتكاسات صحّيّة إثر التعرّض المستمرّ لحرارة منخفضة .
و غالباً ما يحدث تفاقم للأمراض البسيطة عند الناس، كالسعال والزكام والرشح، إضافة إلى ألم الحنجرة ووجع الرأس. لكن الأمر الأخطر أن البرد الشديد لا يناسب المرضى أصلاً، كما يساهم في انتشار الإلتهابات والعدوى أكثر فأكثر بين الناس. فكلّ واحد بيننا معرّض لأن يُصاب بنزلة برد عابرة، لكن الأهمّ هو تفادي الأمراض الخطرة التي قد تتفاقم إذا أهمل المرء الأعراض الأوليّة البسيطة .
الطقس البارد يسبّب أن يزيد سماكة الدم في الشرايين، مما يجعل الإنسان عُرضة للجلطات الدماغيّة أو الجرحات القلبيّة. فأمراض القلب والشرايين تتفاقم مع تدني درجة الحرارة، وتزيد نسبة الإصابة بسكتات دماغيّة. وعلى صعيد آخر، يسبّب البرد أوجاعاً معويّة عديدة وعسر هضم، إذ توجد أنزيمات خاصّة في المعدة لا تعمل في حرارة متدنّية، وبالتالي لا يستطيع المرء أن يهضم الأكل جيّداً فيعاني تقلّصات ونوبات ألم. والأمر الأكثر شيوعاً هو إلتقاط الرشح والزكام في موسم الشتاء بسبب وجود ميكروبات وجراثيم تعيش في الطقس البارد. ويلتقط الناس العدوى من الطقس ومن بعضهم البعض. وقد تتطوّر بعض حالات الزكام العابرة إلى إلتهابات في القفص الصدري والرئتين. كما أنّ المسالك البوليّة قد تتأثر بالصقيع، فتتقلّص عضلات مجاري البول ما يولّد حصر بول مثلاً عند الأشخاص الذين يعانون تضخّماً في غدّة البروستاتا .
وقد يتخيل الكثيرون أن آلام المفاصل أو المعدة وما إلى ذلك هي أقصى ما يصيب الجسم من نزلات البرد أو تغيير الجو من حار إلى بادر أو العكس، لكن قد يغيب عن أغلبنا معلومة أن اضطراب وتغيير الجو قد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب العصب السابع وهو الشلل النصفي يصيب الوجه.
وتحدث الإصابة به فجأة .. وتشفى أغلب الحالات أي ما يقارب 75% إلى 85% خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الإصابة، ويصيب كل الفئات العمرية بما فيها الأطفال، ونسبته بين الرجال والنساء متساوية، ولكنه يزيد في مراحل الحمل الأخيرة وتتفاقم إصابته مع مرضى السكري،  وتزيد نسبته في فصل الشتاء.
إن الرعايا الصحية الدائمة هي التي تحمي الإنسان من كثير من الأمراض التي يتعرض لها فجأة ونحن لدينا مشكلة عدم الدراية أو المعرفة لكثير من الأمراض التي تصيب الكثيرين بشكل مفاجئ ولأتفه الأسباب ومن بينها مرض العصب السابع
 أهم أعراض مرض التهاب العصب السابع، تتمثل في عدم القدرة على إغماض العين، و عدم القدرة على تجعيد الجبهة والنفخ أو التصفير.. كما تؤدي إلى ميلان الفم ويظهر عند محاولة الابتسامة أو الضحك “ابتسامه ملتوية”، كما يؤدي إلى نزول الماء من زاوية الفم أثناء الشرب أو المضمضة وأيضا ألم تحت الأذن، وكذلك تجمع الأكل بين الخد واللثة، كما يحدث تخدر أو تنميل بالجهة المتأثرة خاصة حول الشفتين ويعمل على نزول الدمع من العين .
وهناك اثنا عشر زوجا من الأعصاب تتصل بالمخ مباشرة وهي الأعصاب الموجودة في الرأس وكل عصب منها له وظيفة محددة؛
فالأول مسئول عن حاسة الشم والثاني عن الإبصار والثالث والرابع والسادس عن حمل الأوامر الصادرة من المخ إلى سبعة عضلات خاصة بكل عين لتحريكها في الاتجاه المناسب بينما يحمل العصب الخامس الرسائل الحسية من الوجه حتى النصف الأمامي من الرأس،
أما العصب السابع فيخرج من جزع المخ حاملا الأوامر إلى عضلات الوجه المسئولة عن التعديلات المختلفة وغلق العينين وضم الشفتين والخدين والابتسامة وتقطيب الجبهة وكل ما يمكن أن تؤديه عضلات الوجه من وظائف.
ويكون مسار العصب السابع من جزع المخ إلى خارج الجمجمة إلى هذه العضلات ويمر في إحدى مراحله داخل جدران حجرة الأذن الوسطى عبر قناة عظمية ضيقة على قدر العصب نفسه فإذا التهب العصب نتيجة تعرضه لنفحة هواء باردة من جهاز تكييف أو نافذة سيارة يتعرض هذا الجزء من التحكم في الشفتين والخد ويتجمع الطعام داخل الفم؛ حيث إن الخد لا يستطيع دفعه، ويحدث انحشار شديد مما يؤدي إلى الإصابة بألم خلف صوان الأذن الخارجية ويفقد العصب وظيفته في توصيل الأوامر إلى عضلات الوجه فيصعب غلق الجفون على هذا الجانب وتنسكب الدموع خارج العين ويصعب رفع الحواجب أو تقطيب الجبهة  وينسكب اللعاب من داخل الفم نتيجة شلل الشفتين وكذلك يصير نطق بعض الحروف غريبا نتيجة ضعف عضلات الشفتين.
لكن من الغريب أن تزداد حدة السمع في الأذن على هذا الجانب لأن العصب السابع يغزي عضلة دقيقة جدا داخل الأذن يؤدي شللها إلى خلل في حركة طبلة الأذن فيعلو الصوت الناشئ منها على هذا الجانب.
لذلك فإن أعراض العصب السابع هي ألم وراء الأذن وأكثر الناس لا تشعر بأعراضه، ويؤدي إلى شلل الوجه وهو أيضا أحد أسباب جلطة المخ .

ومن أعراض التهاب العصب السابع :

·      شلل الوجه على جانب واحد

·      فقدان السيطرة على الجانب المتضرر

·      تدلى من الفم إلى الجانب المتضرر

·      تغيير الشعور بالذوق

·      ألم فى الأذن أو خلفها

·      فرط الحساسية للصوت على الجانب المصاب

·      صعوبة تناول الطعام أو الشرب