التخطي إلى المحتوى

كتبت : سالى عبده

مما لا شكَّ فيه أنَّ كل شخص قد شعر في يومٍ من الأيام بالحزن لسببٍ ما؛ قد يكون نتيجة المرور بتجربةٍ غير جيّدةٍ أو فقدان شخص عزيز أو لتغيّر الظروف المناخية.
الشعور بالحزن أمرٌ طبيعي تابعٌ للمشاعر الإنسانية الفطرية، ويستمر الحزن لفتراتٍ قصيرةٍ في الوضع الطبيعيّ، وينتهي في الغالب ولا يترك مكانه أي أثرٍ نفسيّ أو جسديّ، ، ولكن إذا استمر الشعور بالحزن لفتراتٍ طويلةٍ فإنه قد يسبب الاكتئاب الذي يؤدي إلى إصابة الشخص بالأمراض النفسية والجسديّة، لذلك على الشخص الذي يشعر بالحزن التعامل بذكاءٍ مع الوضع للتخلص منه في أسرع وقت،

وسنقدّم في هذا المقال عدة نصائح تفيد في التخلص من الحزن والاكتئاب:

– تأدية الصلاة بخشوعٍ والتقرّب إلى الله عز وجل، وقراءة القرآن الكريم، فهذا كلّه يخفف من حدة الحزن الذي قد يعاني منه الشخص، كما يشعِره بأنّ الدنيا فانيةً، وما يحصل فيها لا يجب إعطاؤه الكثير من الاهتمام.

– الإيمان بالله تعالى والتوكّل عليه والتيقّن بأن كل ما يحصل مقدّر ومكتوب، ولا يوجد شيء قد يمنع المقدّر إلّا إرادة الله عز وجل.

– من المهم جدا التنفيس عما يجيش في صدرك بكلمات. ويمثل الأقارب والأصدقاء وسيلة مثالية، وهم بمثابة قيمة لا تضاهى بالنسبة للتخلص من المشاعر السلبية التي تكمن في داخلك. ولا تخش ترك العنان لدموعك وأنت تروي قصتك وتعبر عن مشاعرك ..  فذلك يفرغ كل المشاعر السلبية المحصورة بداخلك بما فيها الغضب والشعور بعقدة الذنب والوحدة والإنهاك.

– تفريغ مشاعرك على الورق .. وقد تجد في قراءة الكتب مسألة جيدة تساعدك خاصة إذا كانت تلك الكتب تحتوي على تجارب مماثلة لأشخاص قد نجحوا في التغلب على أجواء الأسى التي كانوا يعيشونها.

– القيام بتمارين اليقظة: يميل العقل “المكتئب” إلى التفكير بكل ما هو سيء والقلق بكل ما هو سلبي قد يحدث، إنّ دورة الأفكار السلبية تقوي الشعور باليأس كما أنها غير مفيدة في عملية تخطي “الاكتئاب”، لذلك فإن تمارين اليقظة تشمل التركيز على الوقت الحاضر وهي مهارة يجب تعلّمها، ففي كثير من الأحيان تكون أدمغتنا مليئة بالأفكار مما يجعل التركيز على الوقت الحاضر أمراً مستبعداً عن عقولنا. تمرن على إدخال أحاسيسك في اللحظة الحاليّة، ركز على اللمس، الذوق، الرؤية، الصوت والرائحة، فإن إدخال حواسك لا يترك مكان للشعور بالقلق.

– أدخل أوميجا-3 المشبع بالأحماض إلى نظامك الغذائي: أظهرت البحوث أن الذين يشعرون “بالاكتئاب” يفتقدون الى الحمض المشبع الذي يطلق عليه اسمEPA .، ان الاشخاص الذين يتناولون زيت السمك كل يوم بكون لديهم نسبة 50 % انخفاض أعراض القلق، و اضطرابات في النوم، و الشعور بالحزن الغير مفسر، و الأفكار الانتحارية ، كما يساعد الاوميجا-3 في تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم وتحسين صحة الشرايين القلبية. تستطيع الحصول على الاوميجا-3 عن طريق الجوز، بذر الكتان وزيوت الأسماك مثل السلمون والتونة.

– توقف عن التحدث إلى نفسك بسلبية: ينظر المصابون “بالاكتئاب” إلى العالم بطريقة سلبية. عندما تسوء الأحوال يلومون أنفسهم وعندما تسير بشكل جيد فإنهم يعودون بذلك إلى الحظ .
”الاكتئاب” يعزز الشك بالنفس والشعور بالاستخفاف، فعليك مراقبة أحاديثك السلبية مع نفسك واستخدمها لتذكيرك بأن هذا النوع من التفكير هو تفكير انسان مصاب “بالاكتئاب” وليس انسان صحي فاعل، لا تأخذ أفكارك على محمل الجدية عندما تشعر بالحزن، اعترف بوجودها ولكن هذا لا يعني انه عليك تصديقها، حافظ على وجهة نظرك.

– إنتظر الوقت المناسب: تقبل أنّ حالتك العقلية ليست متوازنة تماما، فنحن ننظر في حالة “الاكتئاب” الى السلبيات في كل شيء ونجد صعوبة في إيجاد التوازن في كل ما يحدث، ذكر نفسك بأنك محاط بالأفكار السلبية ولا تستمع إلى أفكارك، فهي بالتأكيد محرفة عندما تشعر “بالاكتئاب”، هذه الفكرة وحدها قد تبعث الراحة في نفسك عندما تشعر بسواد العالم، وبالتالي فهي لن تدوم للأبد. ذكر نفسك أن التغيير دائم وأنك لن تشعر بهذه الطريقة دائما، كن صبوراً وحاول ان تعتني بنفسك على أفضل وجه، تناول الطعام جيداً وخذ قسطا جيداً من النوم، قل لنفسك” إن هذه موجة عابرة وستنتهي.”

– اصرف انتباهك إلى أشياء أخرى: إذا أمكن، اصرف انتباهك عن المبالغة بالتفكير، لان أفكارك هي أعدائك عندما يحل بك “الاكتئاب”، العب مع حيوان أليف أو اذهب في نزهة، اقرأ كتاباً إذا كنت قادراً على التركيز  ..  افعل أي شيء يصرف انتباهك عن مخاوفك وكل ما يقلقك، وذلك لأن البقاء مشغولاً طريقة ذات تأثير في التغلب على الكأبة.

– احصل على القسط الكافي من النوم: النوم والمزاج مرتبطان بشكل كبير، فالنوم الغير الكافي يسبب القلق والتوتر، بينما النوم الصحي يعزز صحة الإنسان، كما بينت الدراسات أنه حتى حرمان جزء بسيط من النوم له أثر كبير على المزاج، فأخذ قسط كافي من النوم سيحسن مزاجك وصحتك. وتؤثر كميّة النوم التي تأخذها بشكل كبير على حياتك، و ذكائك، و اتزانك العاطفي، و إبداعك، و نشاطك، و حتى على وزنك، فلا يوجد أي نشاط آخر يمدك بهذا القدر من الفوائد بمجهود أقل، لذلك حاول أن تنام من 7,5 إلى 9 ساعات كل ليلة .

– القيام التمارين الرياضية: لدى التمارين الرياضية فوائد في المساعدة على التخلص من الاكتئاب، فالتمارين الرياضية تطلق هرمون الاندروفين الذي يحسن المناعة الطبيعية والمزاج، بالإضافة إلي رفع المعنويات. وتقدم التمارين الرياضية فوائد صحية أخرى كتخفيض ضغط الدم، توفير الحماية ضد أمراض الدم، حماية ضد أمراض السرطان ويعزز الثقة بالنفس، لذلك ينصح الخبراء بالقيام بتمارين المشي من نصف ساعة إلى ساعة، ثلاثة او أربع أيام على الأقل كل أسبوع.

– التنفس بعمقٍ، فعملية أخذ نفس طويل وإخراجه ببطءٍ يخلص من القلق والتوتر والحزن.

– ممارسة الأنشطة الاجتماعية المختلفة التي تساعد الشخص على التنفيس عن حزنه وإشغال العقل بما هو ممتع سعيد، وخاصةً عند تقديم المساعدة للآخرين.

– اللعب مع الأطفال، فالأطفال بريئون جداً ويستطيعون إخراج الشخص من همومه وأفكاره السلبية للعيش معهم في براءتهم.