التخطي إلى المحتوى

كتبت : سالى عبده

ضيف جديد تردد على الآذان خلال الأيام القليلة الماضية مع تداول الأخبار عن إصابات بـ «حمى الضنك» فى محافظة البحر الأحمر.
وحمى الضنك هو مرض فيروسى يسببه لدغات البعوض ، وينتشر فى أماكن البرك والمستنقعات .. ويعتبر اليوم هو أكثر الأمراض الفيروسية المنقولة بهذه الطريقة.. مصدر المرض (الفيروسات) هو الإنسان، وينتقل من شخص لآخر، عن طريق لدغة حشرة البعوض .
ويُعاني أهالي مدينة القصير في محافظة البحر الأحمر في مصر من انتشار «حمى الضنك»، منذ بدايات شهر سبتمبر ، حيث أصيبت أعداد كبيرة من الأهالي بهذا المرض في وقت قصير.. وتسبب ذلك بحالة من الفزع لسكان المدينة والمدن المجاورة ؛ لما يجري تداوله من أخبار عن خطورة المرض وإمكانية حدوث وفاة بسببه، لدرجة دفعت كثيراً من الأهالي إلى عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس رغم بدء العام الدراسي .
ولأن حمى الضنك تنتقل عن طريق لدغة بعوضة ، فهو ينتشر أكثر بعد موسم الأمطار الموسمية في الصيف. حيث الإصابة السابقة بحمى الضنك تمنح الجسم مناعة ضد الصنف الذي سبّب العدوى وليس ضد الأصناف الأخرى. علاوةَ على ذلك، فإنّ النظرية المتداولة تنصّ على أنّ العدوى المتكررة من صنف آخر من شأنها أن تزيد من التأثيرات الصعبة لحمى الضنك.
وحمى الضنك هى عدوى فيروسية تتشابه مع الانفلونزا، وغالبا ما تظهر الأعراض فى الأطفال الصغار فى شكل حمى وارتفاع شديد فى درجة الحرارة بشكل مستمر مع طفح جلدي .. وقد تمتد الأعراض لتشمل الصداع الشديد وألم فى العضلات والمفاصل، والإعياء والقىء .. وكذلك ظهور طفح جلدى فى مناطق الصدر والظهر أو البطن .. بالإضافة إلى احتمالية حدوث نزيف من الأنف أو اللثة في الحالات الشديدة منها .
وتظهر تلك الأعراض عادةً بعد نحو أربعة إلى ستة أيام من الإصابة بالعدوى، وتستمر حتى عشرة أيام يُصبح خلالها الشخص المُصاب حاملاً للمرض ومصدراً للعدوى، وفي حال لدغته بعوضة أخرى غير حاملة للفيروس، ينتقل إليها الفيروس وتُصيب به أشخاصاً آخرين.
ويجب فور تأكد الإصابة أن يلتزم المريض بالراحة مع إعطائه علاجات لتخفيف الألم وتخفيض الحرارة للسيطرة على الأعراض المرضية المصاحبة.
كما ينصح بشرب الكثير من السوائل أو أخذ محاليل معالجة الجفاف لتجنب حدوث الجفاف وذلك فى حالات الحمى العادية. أما إذا عانى المصاب من الجفاف الشديد أو حمى الضنك النزفية فيتطلب الأمر الدخول إلى المستشفى للمتابعة الطبية وإعطاء المحاليل الوريدية للحفاظ على حجم السوائل وتجنب دخول المريض فى صدمة قد تفقده حياته.
كما ينصح للوقاية .. تجنب لدغات البعوض استخدام طارد الحشرات خصوصاً فى اوقات الفجر والغروب حيث يكون البعوض نشطاً.. وتجنب مناطق تكاثر البعوض فى المياه الراكدة.
وحتى الآن ليس هناك علاجا محددا لحمى الضنك حيث يظل اكتشاف الإصابة المبكر وتوفير الرعاية الطبية اللازمة هو السبيل المتاح لإنقاذ حياة المصابين .
ويلجأ الأطباء عادةً إلى وصف مسكن للألم يحتوي على مادة «الأسيتامينوفين»، وتجنب استخدام المسكنات التي تحتوي على «الأسبرين»، لأنها من الممكن أن تزيد من مخاطر النزيف، هذا بالإضافة إلى التزام الراحة وشرب الكثير من السوائل، وكلها أمور تساعد في تعجيل الشفاء.
وتُعد حمى الضنك الوخيمة من المضاعفات الخطيرة لحمى الضنك، والتي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة خاصة بين الأطفال، الأمر الذي يجعل من حمى الضنك شديدة الخطورة، فضلاً عن أنه لا يوجد لها علاج محدد حتى الآن، ولكن يجري علاجها عادةً عن طريق نقل الدم والصفائح الدموية، واستخدام المحاليل الوريدية لتعويض السوائل المفقودة من الجسم، وفي حالات نقص الأكسجين يتم وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي.
كما يوجد لقاح ضد حمى الضنك مناسب للاستخدام للأشخاص من عمر تسع سنوات وحتى خمس وأربعين سنة، وذلك للوقاية من الإصابة بالحمى.

إجراءات وقائية تقلل من خطر الإصابة بحمى الضنك

تتضمن قائمة الإجراءات الوقائية من حمّى الضنك كلاً من التطعيم ضد المرض باستخدام اللقاح الذي أقرته منظمة الصحة العالمية، وتنظيف خزانات المياه جيداً والتأكد من تغطيتها، لمنع وصول يرقات الناموس إليها. ومن الإجراءات الأخرى اتباع إرشادات النظافة العامة، وعدم استخدام أدوات المريض، حتى وإن كان ذلك لا ينقل العدوى، بالإضافة إلى سرعة التوجه إلى المشفى في حال ظهور أعراض المرض الأولية، للحصول على العلاج المناسب، وتفاديًا لحدوث مضاعفات.
ومن الإجراءات المتبعة أيضاً استخدام المبيدات الحشرية المناسبة للقضاء على الناموس .
وبرغم كل هذه الإجراءات إلا أن القضاء على العدوى من المنبع هو اتجاه الباحثين عن طريق قطع دورة حياة البعوض الناقل لها .