التخطي إلى المحتوى

كتبت : سالى عبده

بالتأكيد سبق لك وتذكرت يوما أن شخصاً معيناً لم تره منذ فتره طويله ثم حدث و التقيت به في اليوم التالي !!
سبق وشعرت بإحساس داخلي أن أمراً ما قد يحدث وتناسيت شعورك ثم تفاجأت أن هذا الأمر قد حدث !! أليس كذلك ؟؟
هذا ما يطلق عليه العلماء والباحثين اسم ( التخاطر ) 
وهو إنتقال أفكار وصور عقلية بين الكائنات الحية من دون الاستعانة بالحواس الخمسة .. او بإختصار هو نقل الأفكار من عقل الى آخر بدون وسيط مادي..
اي أن الشخص يستطيع ان يدرك افكار الاخرين و يعرف ما يدور في عقولهم ..  و ايضا بإستطاعته إرسال خواطره و إدخالها في عقول الآخرين .
و المحبين هم اكثر قدرة على التخاطر, خاصة بأن ارواحهم تآلفت كما يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-  (الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف) ..
إذن عند تآلف الأرواح تكبر الفرصة بوجود التخاطر ..
ومن هؤلاء المحبين : أفراد العائلة الواحدة , الأصدقاء الحميمون, إحساس الأم عندما يكون أطفالها في ورطة , إحساس البعض بموت احد اعضاء عائلته ..
ومن أمثلة التخاطر ما نراه من الصلة الروحية بين التوائم حيث يصابون معا بالمرض حتى ولو كانت المسافة شاسعة بينهما ولا يدري أحدهما بمرض الآخر ويصل التخاطر بين التوائم حيث يستطيع أحدهم أن يجعل توأمه يتصل به هاتفيا عندما يريد .. وذلك حدث بالفعل بقصص حقيقية .
ولا يشترط حدوث تخاطر أو قراءة أفكار وجود صلة دم قوية .. فقد يحدث ذلك بين رجل وزوجته أو صديقين .. فعندما يشرع شخصان معينان في الحديث يقولان العبارة نفسها وبنفس الوقت .. ولكن الغريب في الأمر أن التخاطر لا يحدث بانتظام بل يحدث غالبا في أجواء معينة .. اذ يلاحظ ان التخاطر يظهر غالباً في حالات الطوارئ وحين يكون المرء في أمسّ الحاجة اليه، اذ تَكثُر حالات التخاطُر في أوقات الأزمات، فمثلاً إذا تعرّض صديق إلى حادث فإنّ ذلك قد يصِل إلى المَعْنِي لَه على شكْلِ رؤية أو صورة ذِهْنيّة أو تعكّرٍ في المزاج.
ولا يحدث هذا في افراد البشر فقط بل حتى في الحيوانات الاليفة التي تعيش معهم. وقد أجرى العلماء تجارب عديدة على حيوانات مختلفة للتنبؤ بالزلازل والفيضانات والكوارث التي تصيب الأرض فوجدوا ان الأسماك والأبقار والكلاب والقطط تستشعر بالزلازل قبل وقوعها بعدة ساعات كما ان الكلاب ومن خلال معايشة عملية تبين بأن لها القدرة على معرفة الأخطار التي تحدق بأصحابها وكم من مرة أنقذت أصحابها من مواقف صعبة للغاية قد تؤدي بالأشخاص إلى الموت المحقق.

كيف تعرف ان شخص ما يفكر فيك الآن :
عندما تعتريك حالة عاطفية (مــــفاجــــــــــــــأة) حول شخص ما وتكون هذه الحالة مشابهة لحدث واقعي ……فإنه بالفعل يفكر فيك في هذه اللحظة
بمعنى…….عندما اتذكر أبى أو أمي …. أو أختى أو أخي أو صديقي ثم لا تتعدى كونها أفكار طبيعيه ولا أحس بحرارة في المشاعر فإن هذه خواطر من العقل الباطن لا أهمية لها في الموضوع .
لكن …… عندما تكون في المدرسة أو في العمل او عندما تكون مسافرا الى بلد بعيد ثم فجأة تشعر فى هذا اليوم أنك تفكر في فلان من الناس وكأن أحداً نبهك ثم بدأت تحس بإنجذاب اليه وتود مثلاً الإتصال به أو زيارته أو نحو هذا فإن هذا ما أقصده .
والحديث في هذا يطول فمثلا لو أنت جالس في غرفتك مسترخ هاديء ، وفجأة تفكر في شخص وكأنك تقول في نفسك ( منذ زمن لم أره) ! وفجأة يرن جرس الهاتف وإذا به هو نفسه من كنت تفكر به!
قد تدخل مكاناً غريباً لأول مره فتقول لمرافقيك أنه مكان بديع وجميل، وفجأة تشعر أنه قد بدأ يظهر الى ساحة الوعي عندك لافتة عريضه كتب عليها ونقش فيها ( ألا تظن انك وسبق ان رأيت هذا المكان)؟!
وأنت جالس مع أهلك في مجلس العائلة إذا بجرس الهاتف يرن.. فتقول لهم أنا أظن أنه فلان ! فيكون تماما كما قلت .. بالفعل إنه هو! كيف ذلك ؟!
قد ترى صديقك المقرب فتتأمل وجهه قليلا.. تضع عينك في عينيه فترى حروفا تنطق عن حاله .. وترى كلمات تحدثك عن اخباره ..فتكاشفه بها لتتأكد انك أصبت الحقيقه تماما!
أنت وزميلك تتحدثان..تريد أن تفاتحه في موضوع فإذا به ينطق بنفس ما أردت أنت أن تقوله!
هذه النماذج في الحقيقه ما هي الا صور معدوده تختصر ما يمكن ان نسميه ( القدرات ما فوق الحسية) او القدرات الحسية الزائده.. او ما يشمل علوم التخاطر والتوارد للأفكار والإستبصار ونحوها ..
وكل شخص منا سبق وأن تعرض لمثل هذه الصور  خلال حياته  وهو يدرك أن هذه من الأمور الغامضه نابعه من قوى خفيه غير ظاهره.. المهم أنه يدركها ويحس بحقيقتها ماثلة أمامه حتى وإن عجز عن إيجاد تفسير دقيق لهذه الظواهر!
كثير من الناس لا يتنبهون إلى أن مثل هذه القدرات تحدث معهم كثيرا ربما تحدث للبعض في اليوم مرارا وتكرارا لكن يمنعهم من إدراكهم وتنبههم لها و لحدوثها امران :
الاول : انهم لم يعتادوا بعد حسن الاستماع الى النبضات الحسيه التي تأتي مخبرة لهم ومحدثة لهم بكثير من الوقائع.. بمعنى أنه لاتوجد آلية للتواصل بين الإنسان وبين نفسه وأعماقه ومن ثم التعرف على هذه الخواطر .. اللغة شبه منعدمه .
الثاني : أننا كثيرا ما ننتظر أن يحدث أمر غريب وغامض حتى نشعر بأن ثمة أمرا قد حدث بالفعل !
ولأن أفعالنا أكثرها روتيني وتقليدي فكل واحد منا إعتاد أن يفعل كذا ليحصل على كذا .. وأن يذهب إلى كذا ليجد كذا … وهكذا .. وإذا حدث أمر غير تقليدي إعتبره شيئاً خارقاً بالنسبة له وغير مألوف ولكنه يسمى علميا بالتخاطر عن بعد .