التخطي إلى المحتوى

كتبت : سالى عبده

يقول عشاق الكلاب انها «ثالث المستحيلات»، ويقصدون بذلك «الخل الوفي» إلا أنها قد تتحول من حيوانات أليفة وديعة إلى مخلوقات شرسة، قادرة بين لحظة وأخرى على فعل ما لا تحمد عقباه.  فما العمل في حال وجدت نفسك وجها لوجه أمام أنياب بارزة لا شأن لها بالابتسام؟

يمكن أن يواجه أي شخص كلبًا في حياته اليوميّة، وقد يفاجأ بسلوك عدواني وقاسٍ من هذا الحيوان الأليف، وفي ما يلي نصائح مفيدة من بعض الخبراء ومدرّبي الكلاب عن الطرق التي يمكن من خلالها حماية النفس فى حالة مواجهة كلب مفترس.

ما الذى يمكن عمله لتفادي هجوم كلب شرس، وكيفية التصرف في حال بدأ الكلب في الهجوم ؟

٭ تنبه أولا لعلامات مهمة، تنبىء بأن الكلب قد يهاجم في أي لحظة، ومن هذه العلامات أن الكلب نفسه يكون خائف، فيبدو قلقا مهتاج الحركة، وتبلغ هذه الحالة ذروتها إذا كشر عن أنيابه حتى تظهر لثته، ومنها أيضا أن البياض في عينيه يصبح واضحا للعيان، في هذه الحالة افعل ما بوسعك لتفاديه، لكن من دون أن تجرى فجأة هاربا منه، فهذا هو أسوأ ما يمكنك فعله، لأنه سيبدأ هجومه عليك (لكونك خائفا وضعيفا )، ولأنه أسرع كثيرا منك، وسيلحق بك في لمح البصر، ولكن خفف حركتك، إمشي مثلاً.. إستدر وتابع سيرك بالإتجاه المعاكس للكلب، لكن راقبه من طرف عينك.
٭ إنّ النظرة المباشرة في عيني الكلب قد تزيد من سلوكه العدواني، إذ سيعتقد أنّك مصدر تهديد، ما يدفعه للاعتداء عليك، لذلك راقب الكلب بطرف عينك وتجنّب النظرة المباشرة، فسيبتعد عنك فورًا.
٭  قد يساعدك أن تقدّم للكلب ما يوجد بحوزتك لقضمه، مثل حذاء، قارورة مياه أو حقيبة، فهذا الأمر قد يلهي الكلب ويعطيك وقتًا للهروب.
٭ من أهم وسائل دفاعك أمام كلب ينوي مهاجمتك أن تلزم الهدوء إلى أقصى حد ممكن، وهذا لأن الكلاب «تشم الخوف»، فتعلم أنها صارت في موقف «القوي» الذي يفعل ما يحلو له، وبالطبع فإن الهدوء ورباطة الجأش يتيحان لك التفكير بشكل أفضل في كيفية التصرف والخروج بأقل الخسائر الممكنة.
٭ في حال بدأ الكلب بمهاجمتك، فمن المهم ألا تصرخ، لأن الكلب سيفسر هذا على الأرجح باعتباره صوت تحدي له، وسيزيد من شدة هجومه عليك، لأنه أيضا خائف من عواقب صوتك ..  واجهه – تفادى النظرة المباشرة – وقل له “إذهب” أو “لا” بجديّة وبصوت قوي وكلّه ثقة، لكن تجنّب النبرة العالية،
٭ لا تحاول ركل الكلب أو ضربه على نحو آخر، فهو أولا لن يحس بالألم، لأنه يكثر أثناء الهجوم من إفراز هرمون يسمى «الإندروفين»، ومهمته أن يخدر أحاسيسه الجسدية والعقلية أيضا، وثانيا فهو يفسر هذا على أنك مصدر لخطر أكبر مما كان يعتقد، فتزداد شدة هجومه عليك
٭ الكلاب تركز في هجماتها على الوجه والعنق مكان الحنجرة وأعلى الكتفين. قم بحماية هذه الأماكن قدر ما استطعت. وان لم يتوافر لديك جاكيت أو قميص تجره فوقها مثلا، فعليك حمايتها بكفيك وذراعيك، لأن الجروح في هذه الأخيرة أخف شدة ، خاصة على المدى البعيد من جروح الوجه والعنق.
٭ إذا تيسر الأمر لك، فاستخدم شيئا كالعصا أو لف ذراعك بقماش ثقيل، وادفع بأي منهما بين فكي الكلب إلى أقصى حد ممكن، لأن هذا يعطل انطباقهما.
٭ إذا أحكم الكلب عضته على ذراعك مثلا، فلا تحاول المباعدة بين فكيه لأنهما يصبحان في قوة الفولاذ، قم بدلا من ذلك بسد أنفه ، فتمنع تنفسه ، ويضطر إلى فتح فمه حتى يحصل على الأوكسجين.
٭ في حال هاجم الكلب شخصا آخر، طفلا مثلا، فلا تحاول انتزاعه منه، لأن هذا سيزيد شدة الهجوم عليه، وبدلا من ذلك، فلك أن تفعل أشياء، من ضمنها أن تقترب بهدوء وتلقي بقميص أو جاكيت على رأس الكلب. فهذا سيربكه، ولو مؤقتا، وعندها فلا تأخذ الطفل بين ذراعيك، إنما اجعله خلفك، بحيث تصبح أنت بينه وبين الكلب، وتراجع معه بكل الهدوء الممكن.
٭ في نهاية حادثة هجوم، لا تواجه أصحاب الكلب أنفسهم، لأنهم في الغالب سينتصرون له، وليس لك، (باعتبارهم مسؤولين عنه قانونيا في الغرب على الأقل) لذا أترك المكان، ثم اتصل بالشرطة.
٭ غني عن القول ربما إن عليك في حال تعرضك لهجوم، أن تغسل مكان الجرح جيدا، وأن تطلب المساعدة والمشورة الطبيتين فورا.