التخطي إلى المحتوى

كتبت : سالى عبده

مع دخول موسم الصيف تهرب الكثير من العائلات المصرية بالمحافظات المزدحمة، إلى شواطئ الأسكندرية وبعض المحافظات الساحلية من أجل الهروب من موجات الحر المستمرة والتى أصبحت تسود البلاد خاصةً بعد زيادة درجات الحرارة بسبب “الاحتباس الحراري”، ألا أن فرحة التنزه تنقلب إلى مآتم عزاء، وفى المعظم تنتهى تلك الرحلات بــ «دموع، وآنين»، وويلات الحسرة تملئ قلوب «أباء، وامهات» على أبنائهم بعد أن ابتلعتهم موجات عاتية على شواطئ مصر، إنها «مصايد للموت»، وهي مجموعة من الشوطئ المصرية التي اشتهرت بحصد أرواح أبنائنا.
وخلال السطور التالية ترصد «ديوان المنوفية » أخطر الشواطئ بالجمهورية :

شاطئ النخيل:
هو شاطئ فى مدينة العجمى بمحافظة الأسكندرية، يبدأ الشاطئ من الكيلو 20 على طريق “الإسكندرية – مطروح الساحلي”، حيث يمتد بطول يصل إلى 1600 متر وهو تابع لحي 6 أكتوبر غرب مدينة الاسكندرية، ولقب هذا الشاطئ فى الفترة الأخيرة بــشاطئ الموت ويرجع ذلك إلى الإهمال الذى رافق هذا الشاطئ منذ أن تم تأسيسه من سنوات كثيرة، فقد كان له نصيب كبير فى حصد أرواح للشباب المصرى الصغير بسبب سحبه القوى جداً الذى يأحذ الأشخاص الى أبعد مدى حتى يلقى الشخص مياه تحته وفوقه ولا يقدر على مواصلة التنفس ويغرق وينتهى به الحال من الدنيا، وشاطئ الموت هذا يوجد به كمية كبيره من الاستغاثات ولا يوجد أى اهتمام من قبل فرق الانقاذ التى عجزت عن التحرك، حتى ينقذوا الشباب الذى يغرق، فقد تم وضع حواجز فى الأمواج بشكل خاطئ، الأمر الذى جعل البحر يأخذ الجميع الى الموت ولاشك أن البحر ليس له كبير، ولكن هذا الشاطئ يصبح الآن من أخطر الشواطئ على مستوى الأسكندريةبعد حالات الوفاة الكثيرة التى شهدها فى السنوات السابقة سواء كانت لشباب صغار سناً أو كبارا .

شاطئ فينيسيا:
يُعد شاطئ فينيسيا الموجود فى الأسكندرية أيضًا خطرًا على رواده، نظرًا لوجود الفنار به وهو الجسر الذى يتخلله قبة تعطى فرصة للتيارات البحرية بالمرور عبرها وتسحب السباحين بالجهة المقابلة للبحر المفتوح من جهة جسر الفنار، هذا الشاطئ قد شهد حالات غرق عديدة .

رأس سدر شواطىء بلا منقذين :
طالب زوار مدينة رأس سدر، بضرورة وجود خدمة إنقاذ بالشاطئ تضم فريقا محترفا ولنش إنقاذ لتأمين مرتادى الشاطئ بعد أن لقى الكثير من الأشخاص مصرعهم باختناق وإسفكسيا الغرق أثناء سباحتهم بالشاطئ العام لمدينة رأس سدر.

مصيف مدينة الغردقة:
تعانى شواطئ الغردقة إهمالا جسيمًا بعد تراجع السياحة الأجنبية، وانخفاض عائدات الفنادق إلى درجة أنها فصلت أعدادًا كبيرة من المنقذين البحريين، ما أسفر عن زيادة حالات الغرق،
ويعد النادى الإجتماعى وسط مدينة الغردقة، من أكثر الشواطئ التى تشهد حالات غرق بالرغم من تطويره ووجود عدد من المنقذين، لكن هذا العدد ليس كافيًا بالقياس إلى أعداد المصطافين الذين يستقبلهم الشاطئ فى الأعياد والمناسبات ويتسم الشاطئ بوجود تيارات مائية قوية، وهو الأمر الذى لا يستطيع الذين لا يتقنون السباحة التعامل معه. ولم تعد حالات الغرق مقتصرة على الشواطئ المفتوحة، بل إن الشواطئ بالقرى السياحية، وحمامات السباحة، أصبحت تشهد حوادث مفجعة، ولم يخضع أى مسئول بالشواطئ للمحاسبة، وبالرغم من إعلان الوحدات المحلية للمدن عن توفير منقذين ألا أنهم لا يتواجدون على الشواطئ.

مرسى مطروح:
ابتلعت مياه البحر فى محافظة مطروح عددا من الغرقى فى حوادث مختلفة، وأرجع المسئولون أسباب الغرق إلى أن معظم المصطافين لا يجيدون السباحة ويجرفهم التيار إلى مناطق عميقة، أو لعدم التزامهم بقواعد الأمن والسلامة بالألعاب البحرية من ارتداء سترات النجاة، ما يؤدى إلى سقوطهم بمياه البحر وغرقهم، أو إصرار بعض رواد الشواطئ على النزول فى المناطق الخطرة التى توجد بها الصخور الصلبة مثل شاطئ عجيبة وكليوباترا.

مصيف جمصة:
يعتبر مصيف جمصة بالدقهلية، واحدًا من أهم المقاصد لسياحة اليوم الواحد، من المحافظات المجاورة، خاصة فى أيام الجمع والأعياد، ويعتبر «شاطئ عايدة» أحد الشواطئ الحيوية نظرًا لوجوده فى مدينة جمصة الساحلية حيث يتردد عليها عدد كبير من المصيفين، إلا أنه شهد أكثر من حالة وفاة من بداية موسم الصيف،هذا بخلاف امتلاء الشاطئ عن بالحشرات والقناديل

مصيف بور سعيد:
تعانى محافظة بورسعيد من ندرة المنقذين على شاطئ البحر، وتوزيع الأعداد القليلة منهم على مسافات متباعدة، ما يؤدى إلى عدم تحركهم بالسرعة الكافية لإنقاذ الغرقى، ويؤدى اقتراب الحاجز الحجرى أمام ميناء الصيد والذى يفصل بين مياه قناة السويس والبحر الأبيض المتوسط، إثر عمليات المد والجزر والنحر البحرى إلى زيادة شدة التيارات البحرية، ما ساهم فى رفع مخاطر السباحة فى مياه المحافظة.

وتتابع ديوان المنوفية معرفة الأسباب الرئيسية للغرق .. فقد قال أحد أقدم المنقذين على شواطئ الإسكندرية، بأنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 20 عامًا، وهناك عددًا كبيرًا يغرق كل عام خلال فصل الصيف، وخاصة هؤلاء الذين لا يلتزموا بتعليمات السباحة، والمشكلة في أن بعض الناس والشباب تحديدًا لا يلتزم بقواعد هيئة الإنقاذ البحري، وأن عملية الإنقاذ تعتمد على العوامة بنسبة 50%، وعلى صافرة الخطر بنسبة 30%، وعلى الغطاس بنسبة 20%، كما أن عدم وجود “براميل” تحدد المناطق الآمنة للسباحة، سبب رئيسي فى غرق المواطنين، وحتى إذا تم وضع هذه البراميل أو العلامات الاسترشادية، فإن أمواج البحر العاصف تحركها، لذا لابد من وجود دوريات مستمرة على هذه الشواطئ، لتفادي وقوع كوارث.

ويعلق كابتن إنقاذ سابق بأحد شواطئ الإسكندرية، على حوادث الغرق ويؤكد أن أسباب الغرق فى الغالب تكون بسبب الصخور المدببة التى يهملها عدد كبير من المصيفين والسباحين، حتى أن بعضهم يبحث عنها ليذهب ويقف بجوارها، موضحًا أن هناك بعض الأمور يجب على المصيفين التأكد منها أولًا قبل الدخول إلى أى شاطئ، على رأسها التأكد من وجود سيارات إسعاف وطاقم إنقاذ كامل والمكون من 4 سباحين مدربين فى كشك الإنقاذ، وهذا العدد هو ما حددته وزارة السياحة نفسها، ومن المفترض أن تتبع كل الشواطئ هذه التعليمات تفاديًا لأى مساءلة قانونية .. وينصح أيضا المصيفين بعدم السير داخل المياه على الصخور، خاصة أن كانت مدببة مما يسهل الانزلاق من عليها، ويضيف أنه يجب الحذر الشديد من حالة المياه، فكل يوم يختلف عن اليوم الذى يليه من حيث سرعة الأمواج واندفاعها ولا يجب الاستهانة بمثل هذه الأمور التى قد يترتب عليها حياة المُصيف نفسه.