التخطي إلى المحتوى

 

كتبت: عائشة وصال _ آلاء اسماعيل

أصبح الإنتحار سمة من سمات مجتمعنا الشرقي، بعدما كانت هذه الظاهرة غير مألوفة على المنطقة الإسلامية، فعند سماع جريمة انتحار بإحدى القرى أو المراكز كانت تصبح حديث وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، على المستوى المحلي وحتى الدولي ، أما الآن فقد أصبحت هذه الظاهرة تتكرر بشكل دوري شبه يومى في مختلف المحافظات مع اختلاف المبررات والحجج، فالانتحار في الإسلام معصية ومن الكبائر التي تدخل صاحبها النار وتخلده فيها، حيث أن النفس هى ملك الله والحياة هبة الله للانسان فليس له أن يستعجل الموت بأزهاق الروح، قال الله تعالى”ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا” .

وعندما نتحدث عن نصيب جمهورية مصر العربية من حالات الانتحار في صفوف طلبة الثانوية العامة لهذا العام أثناء الامتحانات، ففي محافظة المنيا أقدمت طالبة على الانتحار عقب إعلان النتيجة وحصولها على 65%، حيث قامت بأخذ “سم”، ولفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها المستشفى وكشفت التحريات، أن المتوفاة تناولت سم الفئران وأن ذلك بعد حصولها على مجموع 65 % في نتيجة الثانوية العامة.

وفي محافظة الشرقية حاولت طالبة بالصف الثالث الثانوي الانتحار بإلقاء نفسها في مياه بحر ” مويس” بالزقازيق، فور علمها بنتيجتها ورسوبها في بعض المواد، لكن الأهالى تمكنوا من إنقاذها ونقلها لمستشفى الأحرار .

 

وفى البحيرة، استقبلت مستشفى كوم حمادة العام، طالبة بقرية بيان مصابة بتسمم إثر تناولها مادة سامة ،وذلك بسبب رسوبها في الثانوية العامة وتحويلها لمركز السموم بطنطا.

ولايوجد سبب واضح ومبررمنطقى للجوء إلى تلك الطرق للتخلص من الضغوطات المختلفة. وتظل علامات استفهام كثيرة حول تكرار هذه الظاهرة خلال تأدية امتحانات الثانوية العامة لهذا العام وسبب القدوم عليها! هل السبب الحقيقى هو الضغط المتكرر على الطلاب من جانب أولياء الأمور ، أم آدائهم الضعيف في الامتحان ، أم شعورهم بعد قدرتهم على تحقيق رغبة أوليائهم في الالتحاق بكليات القمة، أم الرهبة والخوف من عدم الحصول على المجموع الذين يريدونه والوصول الى هدفهم وتحقيق رغبتهم ، ام عدم التنشئة الأجتماعية السليمة، ام الفشل الذى يعوق الكثير دون الوصول إلى هدفهم؟، وعدم وعيهم بأمور دينهم والبعد عنه، أم هناك اسباب ودوافع اخرى.