التخطي إلى المحتوى

 

 

أصبح الطلاق كلمة شائعة بين المصريين، يتناولوها كما لو كانوا يتناولون الفطار بيومهم، بل هي موضة في مصر رائجة الإنتشار، كنا قديماً نُصدم من هول وفجع الكلمة لمجرد ذكرها، ولكنها الأن أصبحت كأعقاب السجائر التي تُلقيها من بين أصعابك، في وقتنا الحالي يتسابق الشباب والفتيات من أجل الزواج، غير مدركين معنى هذه الكلمة وماسيترتب عليها، هم يريدون الحصول على لقب زوج / زوجة بأسرع مايمكن، وبعد حصولهم عليه يتسابقون مرة آخرى للحصول على لقب الطلاق في أسرع وقت ممكن

هناك أسباب تؤدي إلى فشل الزواج من بينها الكثير والكثير

ولكن دعنا نذكر بعضها

 

– المظاهر : وهي خدعة يقع فيها الأغلب لأنهم لاينظرون إلى الجوهر

– المال : يبحث الكثيرين عن راحتهم داخل المال، ولكنه لايجد إلا التعاسة اللامتناهية

– عدم الصراحة : إن الكذب والتجمل قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة فيما بعد لايمكن غفرانها

– الثقة : تعتبر من أهم أسس النجاح في بناء العلاقة، حيث أن الشك هو أول الطريق للهدم

– سوء الإختيار : أحياناً سوء الإختيار والتسرع قد يكون مشكلة كبيرة بعد الزواج

– تدخل الأهل : تدخل الأهل المفرط هو من أكبر المشكلات التي تؤدي لإنهيار الأسر

– التقليد الأعمى : من أجل المساواة بينه وبين صاحب أو صاحبة حديث الزواج

– الدين : أصبحت الأخلاق آخر مايبحث عنه الشخص وكأننا في غنى عنه

– الجنس : من أجل اشباع رغبة وغريزة فطرية

 

فهناك الكثير من الأسباب التي تجعلك تقدم على مثل

هذه الخطوة دون تفكير جاد في المستقبل، إن الزواج نعمة من نعم الله

خلقها لبناء المجتمعات والحضارات، خلقها لبناء الـ ” انسان ”

تآمل معي تلك الكلمات بالآيه الكريمة

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، الزواج ليس مجرد ترابط بين إثنين، أو فرح ندعو اليه الآخرون من أجل التفاخر، هو ليس واجب روتيني على الجميع تنفيذه، كما يفعل الآخرون، بل انه تناغم بين روحين في كيان واحد، تآلف بين القلوب ومحبة وإهتمام وسلام نفسي، هو احتواء للآخر عندما تفرغ طاقته، هو بناء قيم ومبادئ بين الطرفين من أجل بناء انسان

هو مودة ورحمه ومشاركه من أجل التعمير، اختيار شريك الحياة فن، نعم انه فن في أن تختار من سيبني معك هذه الحياة،

 

يجب أن تتأني في اختياره حتى وإن تأخر الوقت، قطار الزواج سيفوتك . هذه هي الكلمة أو العفريت الذي يزرعوا به الخوف داخلك من أجل الوقوع في مشكلة آخرى لم تحسب لها أدنى حساب ويكون المصير بالنهاية ” الطلاق “، إن فن اختيار الزوج أو الزوجة هو أهم مرحلة في حياتك، سيترتب عليها كل ماهو هام بعد ذلك من أجل البناء الذي ذكرناه سابقاً هو بناء حياة و ” انسان “، من الهام جداً أن يكون كل طرف مدرك بأن الآخر يشاطره نفس الإهتمام والقيم والمبادئ، التي يريد هو غرزها في ذلك الطفل، من أجل ان يكون سوياً صالحاً بالمجتمع، بناء الأسرة بشكل صحيح هو بناء مجتمع ناجح قادر على التقدم وسط الأمم .

 

وفي حال الطلاق يخرج لنا أطفال غير أصحاء نفسياً، مشردين بين الأب والأم، وتتفكك الأسرة وينهار المجتمع، ويحدث ماوصل إليه الحال الأن في مصر، بل ويتخذ كل طرف الأطفال سلاح للضغط على الآخر من أجل الإنتقام منه، ويكون الضحية في النهاية هو ذلك الإنسان الذي فيما بعد إلى وحش.

 

أرى أنه يجب تغليظ العقوبة على الزوجين في حال أرادا الطلاق

حتى يفكروا ألف مرة جيداً، قبل اتخاذ تلك الخطوة التي تؤدي إلى تدمير أسرة تساهم في تفكك وانهيار مجتمع بأكمله.