التخطي إلى المحتوى

كتبت : سالى عبده

مرض ارتفاع ضغط الدماغ أو الورم الدماغى الكاذب
إن اسم المرض الأكثر شيوعًا اليوم هو ارتفاع الضغط داخل الجمجمة .. وهو مجهول السبب ..
تتسم أعراض المرض بارتفاع الضغط داخل الجمجمة دون أي دلائل على وجود ورم أو عدوى أو انسداد يؤدي لزيادة كمية السائل الدماغي المحيط بالدماغ.
الصداع يمثل العرض الرئيسي للورم الدماغي الكاذب حيث يعاني منه معظم الـمصابين بهذه الحالة.. ومن الأعراض كذلك الغثيان وإحساس بنبض فى الدماغ , وتأثر الرؤية البصرية وازدواج الرؤية،
ومن الحقائق التي قد تبدو غريبة أن هذه الحالة الـمرضية تصيب الإناث أكثر من الذكور وتنتشر أكثر بين النساء اللاتي يعانين من البدانة الـمفرطة , والفئة العمرية الأكثر عرضة لهذا المرض هن النساء بين سن (25) إلى (50) سنة.
وفي هذا الـمرض يرتفع ضغط الدماغ أو ضغط السائل النخاعي داخل الجمجمة بشكل تلقائي.. مما يؤدي الى تورم العصب البصري وهو ما يفسر اضطراب الرؤية أو الرؤية الـمزدوجة.. وتظهر الفحوص التشخيصية عدم وجود أي التهابات أو أورام أو إصابات موضعية في الـمخ.. كما يكون السائل النخاعي طبيعيا في التركيب والـمظهر.. لذلك يطلق على هذا الـمرض ـ بالإضافة الى الورم الكاذب ـ اسم “ارتفاع ضغط الدماغ التلقائي”.
هذه الحالة سميت بالورم الدماغي الكاذب لان أعراضها تتشابه مع أعراض الأورام الدماغية الحقيقية.. وتفسير ذلك أن الورم الحقيقي يحدث ضغطا على بعض مناطق الدماغ.. وارتفاع ضغط الدماغ التلقائي.. يحدث أيضا ضغطا في الدماغ.. ومريض الورم الحقيقي يعاني أيضا من الصداع الشديد والغثيان واضطراب القدرات البصرية
وعند تشخيص الحالة يطلب الطبيب المختص من مريضه إجراء عددٍ من الإجراءات والفحوصات كفحص حدة الرؤية، وفحص العصب البصرى وإخضاع القسم الخلفي للعين للفحوصات، بالإضافة إلى إجراء فحوصات بواسطة الرنين المغناطيسي للتأكد من عدم وجود ورم بالدماغ .
و هناك بدائل علاجية عديدة للتعامل مع هذه الحالة الـمرضية.. وبالنسبة للسيدات اللاتي يعانين من زيادة كبيرة في الوزن فإن البرنامج العلاجي يجب أن يتزامن مع برنامج دقيق وصحي لإنقاص الوزن.. ويشمل العلاج استعمال بعض الادوية التي تخفض الضغط داخل الدماغ.
وفي بعض الحالات يتم اللجوء الى استعمال أدوية الكورتيزون إلى جانب شفط أو بذل جزء من السائل الدماغي لتقليل الضغط داخل الجمجمة وبالتالي التخفيف من حدة الأعراض الـمصاحبة.. وفي الغالب تستجيب نسبة كبيرة من الـمرضى لهذا القدر من العلاج وتتحسن حالتهم بشكل كبير.
ولكن في بعض الحالات التي لا تحقق استجابة كافية للعلاجات السابقة يلجأ الأطباء الى التدخل الجراحي كاختيار أخير لتخفيف الضغط داخل الدماغ.. وتعتمد فكرة الجراحة على توفير منفذ للسائل الزائد للخروج من داخل الجمجمة، ويستخدم لهذا الغرض جهاز خاص يقوم بتصريف السائل الزائد من الجمجمة الى التجويف البريتوني في البطن.. والجهاز مزود بصمام دقيق يسمح فقط بمرور السائل الدماغي الزائد ويغلق تلقائيا عندما يصل الضغط داخل الدماغ الى الـمعدل الطبيعي.. وهي جراحة دقيقة وتحقق نسب نجاح عالية جدا.
وفي جميع الحالات من الـمهم أن يتابع كل مصاب بارتفاع الضغط الدماغي التلقائي الطبيب الـمتخصص بشكل دوري لـمتابعة مستوى الضغط داخل الدماغ.