التخطي إلى المحتوى

كتب:محمد غنيم

يصادف اليوم ذكري ميلاد الكاتب والروائي المصري نجيب محفوظ، والملقب ب”السارد العظيم”، وذلك لوصوله بالرواية إلي درجة من النضج العالي، فهذا العدد الكبير من الروايات التي كتبها تصل في مستواها الفني والمضموني إلي مستوي الرواية العالمية.

جسد نجيب محفوظ أعماله في مصر، فتارة تجدة من القاهرة الجديدة، وتارة أخري تجدة من خان الخليلي، كما أنه جسد طبيعة الشارع المصري فكرياً و إجتماعياً بطريقة فلسفية في روايته أولاد حارتنا، وما بين رحلة طويله من بداية ونهاية ولد” نجيب محفوظ ” في 11 ديسمبر 1911.

أمضى طفولته في حي الجمالية حيث ولد، ثم انتقل إلى العباسية والحسين والغورية، وهي أحياء القاهرة القديمة التي أثارت اهتمامه في أعماله الأدبية وفي حياته.

تأثر”محفوظ” بثورة 1919 حيث كان عمره وقتها 7 سنوات وقد ذكرها في رواية “بين القصرين”.

إلتحق بجامعة القاهرة عام1930 وحصل علي ليسانس في الفلسفة عام 1934، وأثناء إعداده لرسالة الماجستير ” وقع فريسة لصراع حاد” بين متابعة دراسة الفلسفة وميله إلى الأدب الذي نمى في السنوات الأخيرة لتخصصه بعد قراءة العقاد وطه حسين.

تزوج من السيدة عطية الله إبراهيم ،وله بنتان
فاطمة وأم كلثوم، ويذكر أنه أخفي خبر زواجة عشر سنوات متعللاً عن عدم زواجه بإنشغاله برعاية أمه، وأخته الأرملة وأطفالها ولم يعرف خبر زواجه إلا بعد عشر سنوات من حدوثة.

تقلد منذ عام 1959حتى إحالته على المعاش عام 1971 عدة مناصب حيث عمل مديراً للرقابة على المصنفات الفنية ثم مديراً لمؤسسة دعم السينما وأيضاً رئيساً لمجلس إدارتها ثم رئيساً لمؤسسة السينما ثم مستشاراً لوزير الثقافة لشئون السينما.

بدأ كتابة القصة القصيرة عام 1936، وانصرف إلى العمل الأدبي بصورة شبه دائمة بعد التحاقه في الوظيفة العامة.

عمل في عدد من الوظائف الرسمية، ونشر رواياته الأولى عن التاريخ الفرعوني، ولكن موهبته ستتجلى في ثلاثيته الشهيرة “بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية” التي انتهى من كتابتها عام 1952 ولم يتسن له نشرها قبل العام 1956 نظراً لضخامة حجمها.

يعتبر “محفوظ” هو عضو المجلس الأعلى والقومي للثقافة، نال وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى، ونال جائزة نوبل للأدب سنة1989.

نقل نجيب محفوظ في أعماله حياة الطبقة المتوسطة في أحياء القاهرة، فعبر عن همومها وأحلامها، وعكس قلقها وتوجساتها حيال القضايا المصيرية، كما صور حياة الأسرة المصرية في علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات في المجتمع.

ولكن هذه الأعمال التي اتسمت بالواقعية الحية لم تلبث أن اتخذت طابعاً رمزياً كما في رواياته ” أولاد حارتنا” و “الحرافيش” و “رحلة ابن فطومة”.

وبين عامي 1952 و 1959 كتب عدداً من السيناريوهات للسينما، ولم تكن هذه السيناريوهات تتصل بأعماله الروائية التي سيتحول عدد منها إلى الشاشة في فترة متأخرة، وهذه الأعمال ” بداية ونهاية” و” الثلاثية” و” ثرثرة فوق النيل” و” اللص والكلاب” و” الطريق “.

حُولت معظم رواياته إلي أفلام ومسلسلات وآخرها مسلسل تلفيزيوني عُرض في العام الماضي ،في شهر رمضان “أفراح القبه ” إخراج محمد ياسين ،بطولة “مني زكي”و”جمال سليمان”.

تعرض لحالة إغتيال في أكتوبر 1995 حيث طُعن في عنقه علي يد شابان وجاء ذالك لإتهامهم له بالكفر والخروج عن المِله بسبب روايته “أولاد حارتنا ” لم يمت بسب محاوله إغتياله، وأُعدم الشابان وعلق قائلاً ب”أنه غير حاقدٍ علي من حاول قتله، وأنه يتمني لو أنهم لم يُعدما”.

توفي “نجيب محفوظ ” 29 أغسطس 2006 إثر قرحة نازفه بعد 20 يوماً من دخوله مستشفي الشرطة في حي العجوزة، ذلك بسبب إصابته بمشكلات صحيه في الرئه والكليتين.