التخطي إلى المحتوى

كتبت: مروة عنبر

شهدت قرية شما التابعة لمدينة أشمون بمحافظة المنوفية، ليلة دامية أمس الأحد، عقب مقتل محمد عيسي العليمي ابن القرية المحبوب بين الأهالي.

بدأ “العليمى” مشواره بعد حكم محكمة شبين الكوم ببراءة المتهمين من أهالى أبو حريرة بمجزرة شما والتى راح ضحيتها مقتل أربعة وإصابة 23 شخص، وأعتبر أهالي القرية محمد عيسي العليمي رئيس لجمهورية شما، حيث وقف جميع الأهالي خلفه لطرد تجار المخدرات من القرية، معتبرين أن العليمي حماية لهم.

البداية كانت في يوليو 2011 ،حيث قام عدد من أبناء عائلة أبو حريره بقتل شاب من القرية ،مما أدى إلى حدوث حالة من الغضب والثورة على العائلة وقام الأهالى بالهجوم على منازلهم وأحرقوا عدد منها وأطلقت أبو حريرة الأعيرة النارية من الأسلحة الغير مرخصة مما أدى إلى مصرع خمسة من الأهالى بينهم سيدة وإصابة العشرات،واستمرت القضية متداولة في المحاكم حتى أصدرت محكمة جنايات شبين الكوم برئاسة المستشار بلال أبو السعود حكمها ببراءة 22 من المتهمين من أبناء أبو حريرة.

وقال”العليمى”أنذاك أن أبناء القرية يطالبون بالقصاص العادل وإعادة فتح التحقيق فى القضية، حتى لا تصبح القرية بحور دم، ويخرج من قتل وتاجر بالمخدرات والأسلحة وهتك الأعراض إلى الحياة ليستكملوا مسلسل الارهاب مرة أخرى.

وطالب “العليمى” مرارا وتكرارا من قوات الأمن التدخل لحل المشكلة ووقف نزيف الدم قبل بدايته مرة أخرى داخل القرية، بسبب عودة عائلة أبو حريرة مرة أخرى للقرية.

وجمع العليمي أهالي القرية في مسيرات مختلفة، ضد ظلم أهالي أبو حريرة وطالب بطردهم من القرية حتي تمكن الأهالي من طرد الطغاة من القرية، ليحملوا في قلوبهم غل وحق من الشهيد.

ونظم” العليمى” منذ أيام مع أهالى قريتى رملة الأنجب وشما، وقفة احتجاجية على تواجد بلطجية داخل القرية وفرض سيطرتهم على أهالى القرية دون تدخل الأمن، واستغاث العليمي برئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي قبل مقتله بثلاثة أيام من البلطجة بالقرية أمام عين الأمن.

وفوجئ أهالى القرية بعودة أفراد إحدي العائلات ،التي تم طرده من القرية وممارستهم البلطجة وتوزيعهم للمخدرات والأسلحة وقتل نحو ١١ شخصا من قرية شما والقرى المجاورة ولكنهم عادوا من جديد لفرض سيطرتهم وضرب الأهالى.

وأكد”العليمى” أنهم تعدوا على اثنين من أهالى قرية رملة الأنجب وتم إصابتهم بجروح قطعية خطيرة خلال تواجدهم فى السوق ومحاولتهم لفرض سيطرتهم على السوق.

وعلى الفور دعى “العليمى” العديد من الإعلامين والصحفيين لمساعدته فى حل مشكلة قريته، ونشر مأساة أهالى القرية، ومطالبة الأمن من التدخل وإنقاذ المواطنين من أذى البلطجية وتجار المخدرات.

ويعرف العليمي صاحب الـ45 عام بحسن الخلق والطيبة، ومساعدة المحتاجين، وغيرها من الصفات التى تحمل أسمى المعانى الإنسانية، وقال أحد الأهالى عن العليمى أنه راجل جدع بيخاف على عرضه وأهله قريته وبيته.

تدخل العليمي لحل عدد من مشكلات المدارس بالقرية من خلال وضع برنامج لحل أزمة نقص المدارس، وعمل علي انجاح مشروع النخل المثمر بالقرية بمشروع الاكتفاء الذاتي .
فؤجيء الأهالي بخبر، هبط عليهم كالصاعقة، حيث تردد الخبر في مكبرات الصوت، مات البطل .. مات العليمي، ليعم الحزن القرية بالكامل.

وانتفضت مرة أخرى قرية شما بأشمون بعد مقتل فارسها الوحيد الذى تصدى لتجار المخدرات، وينتفض معها صفحات مواقع التواصل الاجتماعى”فيس بوك”، و”تويتر”، بهشتاج “#القصاص_من_أولاد_ابوحريره #القصاص #للبطل“وبعدها تمتلئ الجرائد ببطولات محمد العليمى فارس الزمن الخطأ.