التخطي إلى المحتوى

 

كتبت : عزة زكريا – ياسمين النجار

 

من المفترض أن تكون المستشفيات مكان لعلاج المرضي لا لإصابتهم بأمراض خطيرة وتكون محاطة بهواء نقي يساعد على الشفاء، ولكن النقيض تماما فعند النظر للمستشفيات الحكوميه نري دخان أسود كثيف يتصاعد ليلاً ونهاراً، ويحمل روائح كريهة لا يتحملها بشر، وغازات سامة تحمل في طياتها العديد من الأمراض القاتلة، ذلك هو الكابوس الذي يعيش فيه مرضي وأهالي المنوفية.

 

أصبحت المخلفات الطبية اليومية التي تنتج عن العمليات الجراحية والإسعافات الأولية التي تجري بالمستشفيات العامة والمركزية بالإضافة إلي مخلفات أقسام النساء والتوليد والغسيل الكلوي تشكل خطرا كبيرا علي حياة المواطنين والبيئة نظرا لعدم وجود محارق صحية بالمستشفيات والوحدات الصحية لإعدامها والتخلص منها.

 

ومن ضمن هذه المستشفيات بالمنوفية مستشفي أشمون ومستشفي منوف العام ومستشفي تلا المركزي الذي قدم الأهالي العديد من الشكاوي لإيقاف عمل محرقة مستشفي تلا المركزي والتي يطلق عليها الأهالي “محرقة الموت ”

واكد أهالي تلا أن الدخان الناتج عن المحرقة هو مزيج سام من غاز أول أكسيد الكربون وغيره من المواد الكيميائية التي تضر البيئة وصحة المواطنين، وتساءل الأهالي كيف يتم وضع مثل هذه المحرقة وسط منطقة سكنية مطالبين بنقلها في مناطق بعيدة عن السكان .

 

ومن جانبه قال “محمد.م ” أن النفايات الطبية بالمستشفيات تعمل علي انتشار الأمراض المعدية لاحتواء هذه الأكياس علي نفايات الغسيل الكلوي وبقايا أكياس الدم المستعملة والنفايات الملوثة بالدم والأورام المستأصلة وبقايا الدم الفاسد، وبعض النفايات الحادة كالسرنجات والمشارط، وبعض الأدوية منتهية الصلاحية أو غير المطابقة للمواصفات التي تؤدي إلي كوارث صحية وبيئية”

 

كما قال ” أحمد. ع ” ل ” ديوان المنوفية”، إن تعطل المحارق بالمستشفيات ضاعف من المشكلة وأنه هناك إهمال من مديرية الصحة في متابعة تلك المحارق المتوقفة عن العمل والإهمال في مراقبة نفايات المستشفيات البعيدة والعيادات الخاصة”.

 

وأضاف “عبدالله. ا ” قائلا : إن الخطورة الحقيقية تكمن في المراكز الصحية المتخصصة والوحدات الصحية التي تلقي بنفاياتها في الشوارع ومقالب القمامة خاصة أن سيارات المحارق لا تذهب حتي للمستشفيات الحكومية بصفة دورية بل كل فترة مما يجعل المستشفيات الحكومية تلقي نفاياتها الصحية في القمامة”

 

كما اكد أحد العاملين بالمستشفي أن مخلفات المستشفيات والوحدات الصحية يتم تجميعها ووضعها بطريقة عشوائية بالطرقات داخل المستشفيات وكذلك إلقاؤها خارج أسوار المستشفيات بطريقة عشوائية مما يعرض حياة المواطنين للخطر.

 

بالإضافة إلى مستشفي أشمون العام التي تلقي المخلفات الطبية أمام المستشفي فلاتر وسرنجات وأجهزة وريد وليس لها أي بيانات وايضا مستشفي مركز الأمومة التي أغلقت شهر عقب اكتشاف قيام المركز بإلقاء نفايات خطيرة بأحد مقالب القمامة.

 

وفى نفس السياق فقد وجد من بين المخلفات خلاص ولادة وأجزاء من بقايا عملية ولادة مما يضر بالمواطنين ويزيد من فرص نقل العدوي.

 

ومن جانبه أكدت الدكتورة هناء سرور وكيلة وزارة الصحة بالمنوفية أنه يتم تجميع المخلفات الطبية بالمستشفيات العامة والمركزية بصفة يومية وبطريقة صحية ونقلها للمحارق وقالت إنها شددت علي مديري المستشفيات بالتنبيه علي العمال بعدم إلقاء أي مخلفات خارج أسوار المستشفيات حرصا علي صحة وسلامة المواطنين.

 

وأوضحت سرور، إنه تم الانتهاء الفعلي من الإجراءات الخاصة بإقامة أول مجمع طبي جديد للمحارق الطبية بمركز ومدينة السادات.

 

جدير بالذكر أن عرضت مذكرة على الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية بشأن البدء في إقامة ذلك الصرح الطبي حماية للبيئة والتصدي لظاهرة التلوث الناتج عن المحارق التقليدية بالمستشفيات.

 

وعلي الرغم من ذلك يجب ان نتساءل لما لا يوجد حل مؤقت لهذه المشكلة إلي أن يتم تنفيذ هذا الصرح الطبي !؟

ولكن إلي أن يتم تنفيذه فسوف تضاعف أعداد المرضي والوفيات وسيظل المواطن يدفع ثمن تكاسل المسؤولين.