التخطي إلى المحتوى

“البنت كبرت ولازم تتزوج ” ، لازم وكأنه الفعل الأمر الواجب تنفيذه حين صدور الفرمان من المجتمع ، فى الوقت الذى يتنحى فيه العقل عن وضع الفروض والاستدلال على نتائجه، ذلك الأمر الذى أجبر معظم الفتيات على الاستجابة بغرض ” السند والضهر “.

” مش هتفرحينا بقه “، تلك الكلمة الدارجة فى المجتمع الشرقى بلا منازل وكأن الفرحة على قلوب الجميع لم تأتى إلا بالزواج !!، وماأدراك من أمثال ومقولات شائعة حول ذلك الموضوع تؤثر دائما فى نفوس الطموحات اللاتى يسعين دائما لترتيب مسيرة مستقبلهن خطوة بخطوة ، فكم من إمرأة انتهك حقها فى تحقيق ماتريده من تعليم .. رفاهية .. أوحتى مجرد تنفيس عن نفسها إلا ،ووأد المجتمع عليها ، ما إن تصل المرأة لسن البلوغ ويقوموا بنغمة ” بقيتى عروسة “، مجتمع يتعمد دائما فى إلغاء ماتطمح إليه ويحل محله ” عريس بحصان أبيض”، كل تلك الأوهام التى قضت علينا بالبطئ وأصبح الوضع الآن لايختلف عليه بشر ،انحطاط ،جهل ،وارتفاع نسبة الطلاق!.

مؤخرا ،الوضع المحزن الذى وصل إليه المجتمع وهو ارتفاع نسبة الطلاق فلن تمر 5 دقائق إلا ويوجد حالة طلاق ، وأن اختلفت أسباب الطلاق فمعظمه من الجواز المبكر ،وعدم تحمل المسؤلية وغيرها من الأسباب، التى أصبح من خلالها فكرة الزواج كارثة لامحالة.

فالاستعداد النفسى وصحة ” البنت ” ، عموما إحدى العوامل التى يجب أن تضع عنوان رئيسى فى الزواج ، فتحمل المسؤولية والقدرة على الإنجاب، لم يعدوا من الأمور السهلة التى تذهب هباء، بلى هى أساس نجاح مسيرة الزواج التى من دونهما ،حتما يفشل الزواج ، فبعض الدول تقوم بتطبيق نظام “مدارس ماقبل الزواج “، التى تختص فى تمهيد إحدى الطرفين لتحمل المسؤولية وتقبل بعضهم البعض .

ولكن يجب أن نتمعن فى الأمر للحظة ، لما يصر المجتمع دائما على تهميش حق البنت فى إعطائها حق النضوج ، والنضوج هنا لم اقصد به نضوج جسمانى ، فالنضوج العقلى والاستعداد النفسى من الأمور اللازمة الذى يجب وضع مليون دائرة حولها ، وإن كان البعض يقول أن” الجواز سترة ” وتجنبا من الفتن ،لا ، فنحن من أصبحنا نصنع الفتن بأنفسنا ، دائما نصر على صنع إلهه بأنفسنا ونعبده ، ويدفع ضريبته دائما فى هذا الموضوع “البنت”.

وأخيرا أوجه رسالتى لمن يحب أن يهتم بالأمر ” إن أردتم أن تزوجوا بناتكم ، فخيروهم واحترموا استعدادهم النفسى ، ولا تهمشوهم “.