التخطي إلى المحتوى

كتبت -جهاد الغزالى
يعتبر البحر الفرعونى بمحافظة المنوفية ، مصدراً للثروة السمكية وطبيعية منذ القدم ومصدرا مهم للرزق لآلاف من الصيادين ،حيث يبلغ طوله 30 كيلو متر، ويمر بثلاثة مراكز كبرى بالمنوفية وهي أشمون ومنوف والباجور، والعديد من القرى التابعة لتلك المراكز .

وحرص “ديوان المنوفية ” على رصد تلك الأزمة على النحو التالي ويقول – عبد الرحيم محمود – أحد الأهالى بقرية كفر الخضرة “في الباجور : نحن نرفض شراء الأسماك من التجار الذين يعتمدوا على صيد الأسماك من مياة البحر الفرعونى ، حيث تلك الأسماك تتغذى على مياه الصرف الصحى التى تضعها عربيات الصرف الصحي، بجانب القمامة التى تلقى يوميا فى البحر ومخلفات المصانع المجاروة، وبالتالى نرى بأعيننا طفو الأسماك النافقة يوميا على سطح المياه، بسبب ركوض المياه وعدم تطهيرها وتجددها.

ويقول – محمد عبد المجيد – أحد الصيادين بالمنوفية أن البحر الفرعونى يتعرض لجرائم وتعديات بغرض البناء عليها حيث يتم ردم أجزاء من البحر لإستغلالها في بناء منزل أو محل بطرق غير مشروعه، مضيفاً أنه حيث يتم إلقاء مخلفات المصانع والقمامة ، إضافة إلى ردم جانبى البحر من قبل الخارجين عن القانون ، وبالتالى يمثل جرف واضحا ليتم بيع هذه الأراضى وبالتالى يتم القضاء على الثروة السمكية .

وأضاف – مصطفى محمد – مواطن من مدينة منوف أنه يوجد مقالب قمامة كبيرة بجوار البحر الفرعونى مما أدى الى انتشار رائحة كريهة يوميا ،مما قد يتسبب في انتشار الأمراض الفشل الكلوى والالتهابات الكبدية والحساسية والسرطان، بجانب نفوق كثير من الأسماك الصغيرة وبالتالى يتم القضاء على الثروة السمكية .

ويقول ” شيخ الصيادين بمنوف لـ “ديوان المنوفية ” أنة قديما كان البحر الفرعونى مصدرا للثروة السمكية بوسط الدلتا حيث كان يقوم الصيادون بإصطياد كميات هائلة من الأسماك مما يساعدهم على المعيشة وتحقيق الأرباح، لكن الأن أصبح من الصعب تواجد أسماك صالحة نتيجة لتلوث المياه أالتي تؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل بلهارسيا والفشل الكلوى مما أدى إلى ترك معظم الصيادين للمهنة ، والبحث عن مصدر رزق آخر .

وأكد ابراهيم السيد أحد شباب قرية فيشا في منوف ، أنه توجد مصانع للجبن بالقرية تقوم بالقاء المخلفات فى البحر ،بالإضافة إلى القاء الاهالى للقمامة دون مراعاة لخطورة ذلك .

وأجمع عدد من الأهالي المتضررين من تلك الأزمة على مناشدة الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية للتدخل من أجل إيجاد حلول لتلك الأزمة التي تحدد حياة الأطفال والكبار والشباب .

وبسؤال دكتور ” دياب الصعيدى “، استاذ الأسماك ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية لشئون البيئة وخدمة المجتمع عن خطر التلوث على الأسماك المتواجدة فى البحر الفرعونى ، قال طبقا لدراسة ميدانية قام بها بنفسة أن مساحة البحر الفرعونى تناقصت بنسبة 800 فدان نتيجة تعديات الخارجين عن القانون ، بجانب حمولات الوحدة المحلية التى تلقيها ،حيث تبلغ مساحته الآن 2500 فدان ، وأشار إلى إحصائيات الانتاج السمكى من عام 2000 حتى 2009 تناقصت بشكل ملحوظ ،” 0،5 – 1،9 كجم / فدان فى السنة “، كما أنه انقرضت بعض أنواع الأسماك مثل البياض والمبروك والشال والكركو، ولم يتبق سوى سمك البلطى والقراميط ،وذلك للتلوث الشديد من الصرف الصحى ومحطات الصرف بمنوف وعربات الكسح، وصرف ماسورة “الروية” فى البحر مباشرة وايضا المخلفات الزراعية .

وأضاف الصعيدى في تصريحات خاصة لـ “ديوان المنوفية” بعض الحلول للحد من خطر التلوث وزيادة الثروة السمكية ،وهو وقف الصرف الصحى الغير معالج بمنوف مع ووضع غرامات لعربات الكسح وغلق ماسورة “الروية” الخاصة بمحطة مياه الشرب بمنوف ،وبتطهير الروية الموجودة حاليا بالبحر عن طريق الشفط ليس بالكراكات الخاصة بمديرية الصرف غرب حيث أنها لاتستطيع الوصول إليها فى عرض البحر ،كما طالب الصعيدى بتغذية المياه بمصدر مياه عذب جديد بعمل أبار ارتوازية على امتداد البحر لرفع المنسوب وخفض حدة التلوث .
14088469_1657015934616542_9143167800028371665_n (1)14102702_1657016694616466_3721248284741821267_n14063919_1657016387949830_793407744893798536_n