التخطي إلى المحتوى

كتبت-جهاد الغزالى

يعد جبل أبو خريطة كارثة بيئية تعصف بمدينة شبين الكوم، حيث تكون في 42 عاما وأصبح يشتعل ذاتياً ليلاً نهار ،حيث يعد ارتفاعه 60 متراً ، ويمثل 500 ألف طن من القمامة بالحى الغربى لمركز شبين الكوم التابعة لمحافظة المنوفية، وجميع القرى التابعة لها، وهى عبارة عن مخلفات بلدية بالإضافة إلى مخلفات صحية يعاد تصنيعها مرة أخرى.

جبل من القمامة يتوافد إليه يوميا من حى غرب وحى شرق شبين الكوم 240 طن من القمامة،التى تؤثر تأثير مباشر على طبقة الأوزون طبقا لما يصدر عنه من اشتعال ذاتى للأدخنة الناتجة عن تفاعل المواد العضوية بحرارة الجو .

ويمثل المقلب خطراً داهم علي المحاصيل الزراعية المجاورة له،حيث يتم تسريب مياه من المقلب وتشرب منها الحيوانات بالإضافة إلى أنها تأكل منها مما يؤدى إلى نفوقها وكذلك انتشار القوارض والحيوانات ، وبسؤال ” عبد العليم محمد “، أحد المزارعين المتضررين ، أفاد بالكارثة التى تواجههم ،حيث تقوم الحشرات بالتغذى على المحاصيل مما يضطر إلى شراء الموبيدات الحشرية الباهظة الثمن ، كما أضاف ” الحيوانات بتأكل من الزبالة ومات منى جاموسة “، كما تصاب باقى الحيوانات بمرض ” الجلد العقدى “.

وأكد سكان المنطقة اللذين يبعدون مسافة أقل من 500متر عن المقلب الرئيسى ،أن بسبب تصاعد العوادم الضارة تعرض أطفالهم لأمراض حساسية الصدر ، كما أضاف” جمال محمد”، أحد السكان المتضررين: ” الكارثة أن البلطجية مسيطرين على المقلب ،و يقوموا بتشغيل معظم السواقين بالمجلس لحسابهم ،ولو أتى شخص يقول للسائق هذا خطئ، يجلب البلطجية ليهددوه، كما أنهم بيقوموا بجمع نفايات المستشفيات والمعهد لغسلها وتغليفها مرة أخرى، ويقوموا بتبوير أرض ليست ملك لهم، بالإضافة إلى أن الجرارات بترمى هدد المبانى، ومن أسبوعين أتت بنتين وولد يصوروا وانضربوا واتبهدلوا “.

وكان ل “ديوان المنوفية ” حوار مع الأستاذ أحمد رجب مدير عام شئون البيئة بديوان عام محافظة المنوفية ، حيث قال أن المقلب عبارة عن مخلفات بلدية يتم تجميعها بالقرى من حى غرب وحى شرق شبين الكوم ويتم تجميع يوميا من المركز 240 طن متولد يومى من القمامة .

وصرح ” رجب ” ، أن المحافظة جاهدة فى حل هذة الأزمة ، حيث أنها طرحت مناقصات والاتفاق مع متعهدين للتخلص من القمامة بطريقة النخل حيث يقوموا بنخل القمامة واستخلاص السماد العضوى والمرفوضات تنتقل ل المدفن الصحى بمدينة السادات حيث أن المدفن الصحى يوجد على مساحة 47 فدان ويقوم العربات بعمل رحلتين يوميا بنقل كمية من التراكمات الموجودة للمدفن الصحى ولكن هذة نسبة لاتساوى شيئا بالنسبة لما يأتى للمقلب يوميا .

وأضاف ” رجب” بأن المحافظة قامت بالتنسيق مع وزارة شئون البيئة منذ شهرين لإعادة تأهيل المقلب وانشاء هرم مدرجات بمسطحات خضرات لتكون متنزهات ، والجزء المتبقى يتم نقله ، بحيث يتم تجميعها فى مساحة أرض عبارة عن 6 قيراط لتكون محطات وسيطة لتجميع القمامة الى المدفن الصحى .

وأكد ” رجب ” أن المحافظة سعت مع وزارة البيئة لإقامة مصنع تدوير قمامة داخل المدفن الصحى لتدوير القمامة وفصل المخلفات العضوية عن المرفوضات ، لكن كل هذة الاتفاقات حبر على ورق لم يتم تنفيذها إلى الآن .

ومن جهة آخري أكد دكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية أن مقلب أبو خريطة تم تكوينه على مدار 42 عام وتوجد مسؤلية كبيرة على عاتق المحافظة لنقل هذة الكمية الكبيرة لأن عملية الدفن التى تتم تحتاج لمعدل كبس معين ،وهذا يمثل عجز بالنسبة الى أن يتم نقل 300 طن يوميا للمقلب.

وفى سياق متصل أكدت “شيماء بدير” مسؤل قسم البيئة والتنمية بحى غرب شبين الكوم ، بأننا لابد أن نسئل أنفسنا لماذا لم تقل نسبة القمامة الموجودة بالرغم من تواجد عربات نقل تنقل القمامة للمدفن الصحى بمدينة السادات هذا ينسب إلى توافد الكميات الهائلة ،التى تقدر بعشرات المرات مقارنة بالكمية الضئيلة التى تنقل ، ونتيجة لذلك لم يوجد تحسن إلى الآن .

وأضافت أنها عند زيارتها للمقلب ، وجدت تسريب للمياه الملوثة طبقا لاختلاف نوعيات القمامة ، وتقوم الحيوانات بالشرب منها وهذا يكفى لاصابتها بالأمراض ثم تنتقل للانسان ، مع انتشار الباعوض والحيوانات النافقة والرائحة الكريهة.

وطبقا لما يسبببه المقلب من مخاطر على الصحة ، قامت ” ولاد البلد “، بسؤال دكتور ” عبد الرحمن خليفة ” ، دكتور بجامعة المنوفية وطبيب بقسم الأشعة والأورام بمعهد الكبد،حيث أشار إلى أن القمامة كارثة ، فيكفى الحشرات و الرائحة الصادرة منها تأثر ع الجهاز التنفسي و تسبب أزمات تنفسية ،و كذلك الذباب ينقل أمراض كثيرة مثل أمراض الجهاز الهضمي أو أمراض جلدية، كذلك البكتريا الموجودة في القمامة سوف تتخمر وتتفاعل ومن ثم تتكاثر،و هنا بيصبح الذباب عائل وسيط و بينقله للإنسان.

وصرح بأن الموضوع كارثة بكل المقاييس والأهالى الموجودة بالمنطقة لا يمكن يكونوا أصحاء، ناهيك أنه من الاحتمال أن تحدث حرائق بنسبة كبيرة و من المحتمل صعوبة السيطرة عليه، بالإضافة إلى انتشار غاز الميثان الناتج من تحلل المواد العضوية الذى يسبب إرتفاع الحرارة فى الجو مما تؤدى إلى احتباس حرارى .

وأكد أن الذباب بيقوم بنقل بكتريا” السالمونيلا “،ويسبب وباء تيفويد ونسبة كبيرة من المصريين حاملين للمرض فعلا، وعلميا قظ تظهر اعراض وممكن لاتظهر ، وأضاف أن” الناموس”، ينقل الفيلاريا أو داء الفيل، غير انتشار القوارض التى تسبب براغيت وطاعون، و الذباب يسبب انتشار الالتهاب الكبدي الوبائي فيروس A ليس سي.

واقترح “خليفة “،حلول لتقيل من سلبيات هذا المقلب وهو إنشاء مصانع إعادة تدوير للقمامة ، كما أن الدول تقوم باستخدام الميثان في توليد الكهرباء.
14089381_1657057967945672_1712807236_n14101906_1657058511278951_930525181_n