التخطي إلى المحتوى

كتبت:مروة عنبر

قام محافظ المنوفية هشام عبدالباسط خلال العام الدراسى الماضى بغلق العديد من مراكز الدروس الخصوصية بمختلف مدن المحافظة، وتحويل العديد من أصحاب هذه المراكز للتحقيق ومجازاتهم، وغلقها بالشمع الأحمر، فى محاولة للقضاء على هذه الظاهرة.

وكانت هناك أسباب عديدة لمثل هذه الحملات، وكان من أهمها إهتمام معلم الفصل بالطلاب والشرح بشكل وافى، وإجبار الطلاب بالحضور والاهتمام بالمدرسة مثلما كان يحدث فى الماضى.

وكان هناك سبب آخر وهو استغاثة العديد من أولياء الأمور بسبب ارتفاع أسعار هذه الدروس واستغلالهم بحجة تأسيس أبنائهم للحصول على أعلى الدرجات.

انتهى العام الدراسى وظهرت نتيجة الصفوف المختلفة، ليبدأ من جديد مارثون الدروس الخصوصية والإعلانات عن مختلف المواد ونزول جدول الحضور فى العديد من مدن المحافظة متجاهلين تماما ما حدث العام الماضى.

وقام العديد من المدرسين هذا العام بشكل جديد للدعايا، وهو استخدام مواقع التواصل الإجتماعى ‘‘فيس بوك‘‘ للترويج على منتج العلم فى مختلف المواد وجذب عدد كبير من الطلاب ولفت انتباه عدد أكبر من أولياء الأمور لموعد بدأ العام الدراسى وفقا للدروس الخصوصية وهو بداية شهر أغسطس.

ولم يكتفى معلمى الدروس الخصوصية بهذا القدر من الدعايا، فقام أحدهم بجذب عطف أولياء الأمور بشكل غير لائق وكأنه شخص يتسول العطف وجذب عدد كبير من الطلاب عن طريق نشر بوست بأن الدرس سوف يكون بشكل رمزى ومجانا للبعض الآخر وقال نصا: “قررت بمشيئة الله اقتحام ظاهرة الدروس الخصوصية بعد أن زهدتها أعوام قليلة ، لارغبة في مال ولا شهرة لكن محاصرة لجشع البعض من الذين أصبح مصدر رزقهم من قوت الفقراء ولايتورعون عن المبالغة في مص دمائهم وكم سمعت من دعوات من لاطاقة لهم بأموال يعطونها لأبنائهم !من أجل تحصيل العلم ،وليت أموال تنفق وعلم يحصل ، وهل العلم لمن لديه المال فقط!؟ وأين زكاة العلم ؟ اللهم إني أشهدك أن أبرئ ساحتي من كل مالايرضيك وأن أتحمل مسئوليتي تجاه أمانة حملتها على عاتقي ،وأدعو الكثير إلى تصحيح النية وتحمل المسئولية وعدم التجارة بالعلم والقيم …(ناس كتير بتلومني على تفكيري وشايفين إن لماكنت بزرع ده في الطلاب إني كده بخسرهم بس خلاص هو ده قرار مش هرجع فيه والي عايز يزعل مني يزعل )… الدرس بأجر رمزي ومجاني للبعض ممن يستحق”.

وأثارت هذه الدعايا استياء العديد من أولياء الأمور بسبب جرأتهم على نشر مثل هذه الدعايا وكأنها أمر طبيعى وقانونى، دون الخوف من الرقابة أو قرارات المحافظ العام الماضى بغلق ومجازاة المدرسين أمثال هؤلاء.

وقال أحد أولياء الأمور نصا “إجمع انت بس ألفات من دم الغلابة حسبى الله ونعم الوكيل”، ردا قويا ملئ بالحسرة والندم على بيع العلم بشكل علنى دون حرجا .

وأضاف آهر “لما يبقى فيه كده يبقى المدرس ماعندوش طاقة أنه يشتغل فى المدرسة وبعدين ده مدرس فى مدرسة خاصه بفلوس إيه لازمتها بقى ندخل ولادنا مدارس أصلا علشان نتعرف على المدرسين. .”

وأشار ولى أمر أنه مجبرا على الدروس الخصوصية، بسبب قلة شرح وقدرة المعلمين بالمدرسة على استيعاب ما يحتاج إليه الطالب بالإضافة إلى عدم إهتمام أولاده بالمدرسة مثلما يهتم بالدس الخصوصى، وأضاف أنه أب وهدفه هو تفوق أبنائه مهما كانت التلكفة .

آراء واتجاهات مخالفة ومؤيدة للدروس الخصوصية ولكنها مؤيدة بالإجبار فمستقبل أولادهم وتفوقهم أصبح من مهام الدروس الخصوصية وليست مهام وزارة التربية والتعليم.

أساليب وطرق تعجب منها العديد من المواطنين فكيف لمربى أجيال فاضل قال عنه أمير الشعراء ” قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا” أن يتدنى لهذا المستوى من الدعايا لأمر غير قانونى، كيف لمعلم تابع لوزارة التربية والتعليم يقوم بتعليم وتربية أجيال كاملة على عدم احترام القانون؟ كيف تنتهى أزمة الدروس الخصوصية وهناك جيل كامل هدفه أن يصبح معلما كي يجنى ما يجنيه معلمه من أموال طائلة؟هل تستمر هذه الظاهرة ملاحقة لأجيالننا القادمة؟ كيف تحول المعلم عبدا للمادة وللطالب بعدما كان ” من علمنى حرفا صرت له عبدا”.
13882691_1166812513370739_5032076049707889979_n13872813_1166812576704066_6680358154756031918_n13886359_1166812626704061_7104421797410336697_n13912626_1166811486704175_1188126900471844120_n13912326_1166811396704184_8747926800755899391_nalt=”13901542_1166811353370855_1573980695047872243_n (1)” width=”287″ height=”300″ class=”alignnone size-medium wp-image-2510″ />13880247_1166811446704179_3134038957859391672_n