التخطي إلى المحتوى

‘أدمنا التعود’، فتبا لشئ يتحكم فى ذواتنا ، يسيطر عليها فيبقيها عقيمة إلى الأبد ، يجرى فينا كمجرى الدم فى عروقنا ، فصرنا خارج السيطرة فى التخلى عن هذا الداء اللعين الذى يبقينا ندور فى دائرة الفراغ بلا هدف ، بلا تفسير .

فمرض الشر ماهو الا تعود عليه برغم طيبة القلب، و كذلك الخير تعود حتى لو كان بداخل الإنسان جزءا من الضغينة والحقد ، فلا يولد شخص طيب ولا يولد شرير بالفطرة ، بل نحن من نختار مصائرنا ،والصلاة تعود حتى وان كنا نقيمها بلا شعور وبلا إحساس بل مجرد تمتمة بعض كلمات القرآن ، دون أن يخشع قلبنا ، فقط مجرد المواظبة منا على قيامها دون احساس ودون الشعور بقيمتها ،وفقد التواصل الروحانى بيننا وبين الله ، فأصبحنا تائهين في طريق نهايته مظلمه ، وتهنا في دنيا التعود.

والتعود فى الحب ،من أخطر أنواع التعود بل أنه التعود الجنونى منا على أشخاص مجرد وجودها فى حياتنا تحت مسمى الحب ، وإن كان الحب من المسلمات التى لاينكرها دين من الأديان ، فهو اﻹدمان الصحى للجميع، ولكن مع الطرف المكمل للروح، ليس مع الشخصية السيادية التى تكون مجرد المتحكم المسيطر فى المزاجية،حيث فى الفترة الأخيرة من العصر تدهور المعنى الحقيقى للحب ، فأصبح مجرد تعود على كلام ،تعود على شخص، بمجرد أنه هروب من واقع والارتباط بشخص فأصبح ادمان يندد ويستنزف بالنفس إلى أقصى أنواع التدهور ، فلابد أن نستفتى قلوبنا ونضع البدائل الصحية التى تغنى عن الوقوع فى الخطأ والتعود على أشخاص من الجنس الأخر ، فالحب ليس مجرد كلام يقال بل ان معناه أسمى من ان يكون إدمان للتعود على الطرف الأخر ، حتى لايتحول حد الجنون .

كفى بنا التهجم على حياتنا بالحجج المفعمة بالنواقض ، بالإستسلام الإرادى منا على دخول من لا يناسب أرواحنا ولا يتماشى معها ، ويكون المسيطر مجرد ضعف الإيمان إصطحابا بضعف المبادئ ، فلا يبقى سوا أنفسنا ، هى تظل كما هى ، لا تظلمها بانتهاك طاقتها فى التعود على شئ يرهق عفوانها ، بل عززها واجعلها هى الشخص الذى وحده من يكون معك فى حياتك الأبدية .

بل بالفعل هى فقط من تكون معك يوم الحساب ، واعلم أنها الوحيدة التى كنت يوم ما تنبذها وكانت تتمنى أن تتعود عليها ، فتعودوا على أنفسكم فهى تستحق الحب والتقدير فارتقو بها ولاتتعلقو بالأشياء فهى من تتركك تائها يوما ما .