التخطي إلى المحتوى

كتبت : عزة زكريا – ياسمين النجار

صور الإهمال داخل المستشفيات كان وما زال أحد أهم القضايا التي يجب الإستمرار في متابعتها حفاظا علي الأرواح التي تبحث عن العلاج والشفاء داخلها، ومستشفي “الجامعة” بشبين الكوم أحد هذه المستشفيات التي يجب متابعتها من حين لآخر لرصد المخالفات والمشاكل التي تضر بصحة المواطنين، ومن هنا رصد موقع “ديوان المنوفية” عدة مشاهد للإهمال الذي يعم المستشفي وتمثلت هذه المشاهد في ما يلي .

المشهد الاول، ويتمثل في أن يكون المدخل الخاص بالمستشفي ملائما لراحة المرضي ولكنه من المؤسف أن تجد النقيض تماما فيحيط بالمستشفي البائعين من جميع الجهات وكأنها سوق وليست مستشفي، بالإضافة إلي ترك المخلفات بجوار المستشفي في غياب شرطة المرافق والأجهزة المحلية والأجهزة التابعة للمستشفي.

ونجد في المشهد الثاني، أن غرفة الإستقبال بها الكثير من أطباء الامتياز لعلاج المرضي وذلك في غياب كبار الأطباء والاستشاريين، فقد ذكر “أحمد.م ” ما حدث مع والده فقال ” أبويا كانت حالته خطيرة ولما جبته علي المستشفي الدكاتره معرفوش يشخصوا حالته ولا ينقذوه ولما طلبت عربيه اسعاف مجهزة عشان أنقله لمستشفي تانية رفضوا ومطلعوش العربية إلا بعد مادفعت فلوس وعلى ماوصلت للمستشفي التانية كان أبويا مات خلاص، وكل حاجه ماشية بالحب”.

في حين أن المشهد الثالث، يتمثل في الإستهتار بحياه المرضي حيث أكد “محمود .ع ” أنه أصيب في حادث واحتاج إلي عملية في يديه موضحا “أنا لما جيت في حادثة عملولي العمليه غلط وبوظولي صابعين ولما بقول للدكتور قالي هعملك ايه يعني ابقي تعالي واحنا نعملهالك تاني ” ، موضحا سوء أسلوب تعامل الأطباء والموظفين واعتبارهم مجرد أرقام ليس أكثر بالاضافة للتعامل مع الفقراء على أنهم عبء زائد على المجتمع و ليس باعتبارهم مواطنين لهم حق في الحصول على العلاج .

وعن المشهد الرابع، فنجد طوابير المرضى أمام العيادات المتخصصة وهم يتدافعون في محاولات للكشف وتلقى العلاج مما يرهق المريض بدلا من اراحته ، ومازالت المحسوبية في المقدمة فقد قالت ” مها.ا ” في أحد الأيام ” دول ربنا ينتقم منهم انا هنا من ٧ الصبح بس لسه مكشفتش عشان لازم اللي تبع الممرضة واللي تبع الدكتور يدخل الاول لكن احنا نستني عشان مالناش واسطة ” .

فيما نجد في المشهد الخامس، المشهد الأكثر إثارة للسخرية وسط هذه المشاهد، وهو تواجد لافتات النظافة من الايمان داخل المستشفي في حين تنتشر الحشرات والقمامه في جميع أرجائها، فقد اشتكي “عبدالله .م” من دورات المياه داخل المستشفى وانتشار الصراصير بالاخص طوال الليل و تجولها داخل العنابر “.

وفي المشهد السادس، فالممرضات “ملائكة الرحمة” يرتدون “طاقية الإخفاء”، حيث أنه من المفترض داخل أي مستشفي تواجد الممرضات بها لكي يعتنوا بالمريض ومساعدته ولكن داخل مستشفي الجامعة تجد الممرضات يعتنوا بالفطار والحديث في الطرقات ليس أكثر، فقد أكدت ” كريمه ع ” علي هذا الكلام قائلة ” أمي كانت معلقه كيس دم ولما خلص روحت أقول للممرضة تعالي شيله قالت طيب ومجتش الا لما روحت زعقت ، ده غير انهم مش بيدوا العلاج للمرضي في معاده زي ماالدكتور قايل لا ده علي حسب ماتفتكر ” ، مؤكدة علي أن الممرضات داخل مستشفى الجامعة يحصلون من الاهالى على أموال مقابل خدمة المريض والاهتمام به، مشددة علي أن الإهمال هو نتيجة من لم يدفع .

والمشهد السابع يتلخص في حوار دار بيننا وبين أحد الأطباء الذي رفض ذكر اسمه خوفا من تحويله للتحقيق، عن مدي الإهمال داخل مستشفي الجامعة وخاصة غرف العمليات فإنها بلا تعقيم غير أنه توجد الغرفة وسط غرفتين يتم طلائهما جديد وفي وسطهم يقوم أحد الدكاتره بإجراء عملية لأحد المرضي ، ويُسمح لأهل المريض بدخولها وكأنهم في زيارة عادية وليس وقت إجراء العملية .

وهنا خرجنا من المستشفي متسائلين إلي متي ستظل المستشفيات الحكوميه مصائد للموت تحصد أرواح المرضي بدلا من علاجهم، وإلي متي سنظل نناشد المسئولين للقيام بدورهم لحماية المرضي من المستفيات القاتله، فهل سيتحرك أي مسئول لحماية المواطنين في المنوفية من أيدي البطش والإهمال التي طالت كل شئ في المستشفيات .